मेरे पिता अलाउद्दीन के साथ उसकी जेल में
مع أبي العلاء في سجنه
शैलियों
وأبو العلاء ليس مؤمنا بالله - كما قلنا - غير مرة فحسب، ولكنه شديد الحرص على تنزيهه. يبلغ به حرصه على هذا التنزيه أن يشارك المعتزلة في الارتفاع بالله عن الصفات فيقول:
لا أعلم كيف أعبر عن صفات الله، وكلام الناس عاة واصطلاح! وإن فعلت ذلك خشيت التشبيه، وأشركت الضعفة العاجزين مع القوي القادر في بعض المقال، إذا قلت فعل الأول وفعل النعمان. وهيهات! ما أبعد بين الفعلين! لولا اجتهاد الناطق لفضلت السكوت، كيف يوصف بشيء خالق الصفات؟
9
ومع أنه ينكر الصفات كالمعتزلة، وينكرها لنفس الأسباب التي حملت المعتزلة على إنكارها، وهي خشية التشبيه، وأن خالق الصفات لا يمكن أن يوصف بها، فهو يخالف المعتزلة أشد الخلاف في أهم أصل من أصولهم الأولى، وهو تخليد صاحب الكبيرة في النار. فأبو العلاء يثبت العفو، ويثبته في غير تحفظ ولا اقتصاد. فاسمع له كيف يصور ما يمكن أن يقترف من الذنوب، وما يمكن أن يمحو هذه الذنوب من عفو الله في كلام رائع لا ينقصه من الشعر إلا الوزن:
لا آيس من رحمة الله، ولو نظمت ذنوبا مثل الجبال سودا كأنهن بنات جمير، ووضعتهن في عنقي الضعيفة كما ينظم صغار اللؤلؤ فيما طال من العقود، ولو سفكت دم الأبرار حتى أستن فيه كاستنان الحوت في معظم البحر، وثوباي من النجيع كالشقيقتين، والتربة منه مثل الصربة، لرجوت المغفرة إن أدركني وقت للتوبة قصير، ما لم يحل الغصص دون القصص، والجريض دون التعريض. ولو بنيت بيتا من الجرائم أسود كبيت الشعر يلحق بأعنان السماء، ويستقل عموده كاستقلال عمود الوضح، وتمتد أطنابه في السهل والجبل كامتداد حبال الشمس، لهدمه عفو الله حتى لا يوجد له ظل من غير لباث!
10
وأين يقع من هذا الجد الرائع هذا الشعر العابث لأبي نواس حين يقول في ظرفه المعروف:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرءا فطنا
अज्ञात पृष्ठ