मेरे पिता अलाउद्दीन के साथ उसकी जेल में
مع أبي العلاء في سجنه
शैलियों
وامض بعد ذلك في القراءة حتى تصل إلى حيث يعود أبو العلاء إلى نوع من إنكار هذه المصادفات التي تسيطر على الأحياء والأشياء، فتقسم الحظوظ في غير حكمة ظاهرة، ولا عدل بين للعقل حين يريد العقل أن يعلل أو يؤول. فالمساواة ليست ملغاة بالقياس إلى الناس وحدهم فيما يكون من تقسيم الثروة بينهم، ولكنها ملغاة أيضا بالقياس إلى الأشياء التي لا تعقل ولا تحس. فما بال بعض الأماكن يؤثر بالتجلة والتكرمة، وبعضها الآخر يهمل إهمالا دون أن يكون هناك فرق ظاهر يلحظه العقل بين هذه وتلك؟ أمصدر هذا مصادفة لا نستطيع لها تأويلا؟ وإذن فليس على أبي العلاء بأس، وإنما الأمر في هذا كالأمر في غيره من الأشياء التي يعجز العقل عن فهمها، أم مصدر هذا ما يكون من حمق الناس، وخرقهم واندفاعهم إلى ما يدعون إليه في غير روية ولا تبصر ولا تفكير؟ وإذن فهو الانحراف عن الإسلام، والازورار عن الدين، فالأماكن التي يذكرها أبو العلاء في هذه الأبيات - كما سترى - هي صخرة بيت المقدس، وركنا قريش، ومقام إبراهيم.
وقد قدمت أن أبا العلاء لا يطمئن إلى الحج، ينكره صراحة بالقياس إلى النساء في قوله:
أقيمي، لا أعد الحج فرضا
على عجز النساء ولا العذارى
ويهمله إهمالا حين يذكر أركان الإسلام في القصيدة السابقة، فيأمر بالصلاة والصوم والزكاة، ولا يذكر الحج.
وهو هنا يقول هذه الأبيات:
وقد غابت نجوم الهدي عنا
فماج الناس في ظلم دمسنه
وقد تغشى السعادة غير ندب
فيشرق بالسعود إذا ودسنه
अज्ञात पृष्ठ