207

मब्दा वा माक़द

المبدأ والمعاد

संपादक

قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

1422 - 1380ش

وترتيبها وارتباط العلويات بالسفليات على الوجه المخصوص والتدبر في منافع حركاتها ونسب كواكبها ومنافع أعضاء الحيوان وأجزاء النبات وسائر العنصريات على سبيل الإجمال لعدم اقتدار الإنسان على الاطلاع والشعور بجميع منافعها وخصائصها بل ما يعلم الإنسان من دقائق حكمة الله تعالى في إيجاد نفسه وبدنه شيء قليل لا نسبة له إلى ما يعلمه من الحكم والمصالح التي روعيت في إيجادهما فكيف الحال في معرفته لما خرج عن ذاته فلنكتف بأمور جملية من أسرار خلقه وغرائب حكمته.

فنقول أولا لما كان علم الله تعالى بالأشياء وبنظام الخير فيها علما لا نقص فيه بأن يكون علما ظنيا ضعيفا تعالى وتقدس عن ذلك وكان علمه فعليا سببا لوجود الأشياء التي هو علم بها على وجه التمام والضرورة كان حصول معلومه في غاية من الأحكام ونهاية من الإتقان.

ولنعد الآن إلى ما مر من توحيده.

فنقول لما تحقق وتيقن أن إله العالم واحد لا شريك له في الإيجاد ولا في الوجود اللائق به من كونه تقدست أسماؤه وتمجدت آلاؤه بريئا عن جميع النقائص والقصورات الإمكانية ووجوده الذي هو ماهيته أفضل وجود في غاية الوحدة والبساطة والشرف ولا يمكن أن يكون أقدم من وجوده وجود ولا مع وجوده وجود فلا مادة له ولا موضع ولا صورة ولا غاية. لأن هذه الأشياء تنافي تقدمه وتسقط أوليته فيكون مجردا عما سواه.

فيكون معقولا وعاقلا لذاته ولغيره لاستناد الأشياء إليه ورجوعها إليه عقلا تاما وعلما كاملا.

وكما أن ذاته التي هي عين علمه بالأشياء فاعلا لها كذلك ذاته علة غائية وغرض في وجودها.

فعلم من هذين أن وجود ما يوجد عنه إنما هو محض فيض وجوده لوجود ما سواه مع علمه بها ورضاه. فكذلك وجوده الذي به تجوهر ذاته وتحقق ماهيته هو بعينه وجوده الذي به يحصل منه غيره لا أنه يتجوهر بشيء ويتصف بشيء آخر ويفعل بشيء آخر كما أنا نتذوت بالإنسانية ونتصف بالقدرة والعلم ونكتب بملكة الكتابة.

وليس له مانع في فعله أو منتظر.

पृष्ठ 307