قالوا: ولما استجار أبو سلمة بأبي طالب مشت إليه رجال مخزوم، فقالوا: قد منعت منا ابن أخيك محمدا فمالك ولصاحبك تمنعه منا، فقال: إنه استجار بي وهو يعد ابن أختي، فأمنعه كما أمنع ابن أخي، فقام أبو لهب فقال:
يا معشر قريش قد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون توثبون عليه في جواره وذمته من بين قومه لتنتهن عنه أو لأقومن معه في كل ما قام فيه حتى يبلغ ما أراد، فكفوا وقالوا: بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة وكان مع المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فطمع أبو طالب عند ذلك في أبي لهب ورجا أن يقوم معه في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يحرضه على نصرته:
إن امرءا أبو عتيبة عمه ... لفي روضة من أن يسام المظالما
أقول له وأين منه نصيحتي ... أبا معتب ثبت سوادك قائما
ولا تقبلن القهر ما عشت خطة ... تسب بها إما هبطت المواسما
وول سبيل العجز غيرك منهم ... فإنك لم تخلق على العجز لازما
وحارب فإن الحرب نصف ولن ترى ... أخا الحرب يعطى الخسف حتى يسالما
وكيف ولم يجنوا عليك عظيمة ... ولم يخذلوك غارما أو مغارما
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... وتيما ومخزوما عقوقا ومأثما
ففرقتم من بعد ود وألفة ... جماعتنا كيما تنالوا المحارما
أطاعوا ابن ذكوان وقيسا وديسما ... فضلوا ودقوا بالجميع المناشما
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولم تروا يوما لدا الشعب قائما
قال أصحاب الأخبار:
पृष्ठ 203