قال: فقام عنه فقال: أرشدوني في أي دار محمد، وسمع الضيف ذلك فخرج فقال: أبشر، أرجو أن تكون أصابتك الدعوة، إني كنت عنده فسمعته يقول: اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنا أرجو أن تكون قد أصابتك الدعوة.
فقال لأخته: أعطيني الكتاب، قالت: لا لأنك رجس فاذهب فتطهر ثم طهر ثيابك وطهر نفسك وتعطيني موثقا لتردن علي كتابي.
فذهب فتطهر ثم رجع إليها فأخرجت الكتاب إليه فقرأه، وكان عمر يقرأ الكتاب فقرأ: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} حتى بلغ {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى}
فوقع الإسلام في قلبه حين قرأ هذه الآية.
فقال لضيفه: أرشدوني إلى محمد، قال: فذهب الضيف معه حتى انتهى إلى الصفا وهو في داره، وهو يومئذ في أربعين رجلا وامرأة حتى دق الباب قال: فعرفوا صوت عمر.
فقالوا: يا رسول الله هذا عمر على الباب متقلد السيف ما ندري ما يريد فقال: افتحوا الباب فإن كان الله يريد بعمر خيرا فسيهديه، وإن يك غير ذلك كان قتله علينا هينا.
ففتحوا الباب فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامع ثوبه وهزه إليه هزا شديدا فقال عمر حينئذ: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
قال: فكبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تكبيرة سمعها أهل مكة.
قال: اخرج يا نبي الله فوالله لينصرن الله دينك حتى لا يبقى منا أحد ويظهر الله دينك.
पृष्ठ 196