((لا تغلبنكم الأعراب)) وهم سكان البوادي خاصة (¬12) والعرب أهل الأمصار والنسبة إلى الأول (¬13) أعرابي وإلى الثاني عربي (¬14) ((على اسم صلاتكم المغرب)) بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هي المغرب وبالنصب بتقدير أعني وبالجر صفة أو بدل يعني سموا أنتم وقت المغرب بالمغرب واعتادوا على هذه التسمية. ولاتكونوا على ما عليه الأعراب في الجاهلية من تسمية المغرب بالعشاء كيلا يغلب إصطلاحهم على إصطلاحكم (¬1) ولا يظن السامع أنه لا يجوز (¬2) صلاة المغرب إلا في ذلك الوقت ((قال)) أي النبي صلى الله عليه وسلم أوالراوي ((وتقول (¬3) الأعراب العشاء)) يعني الأعراب يطلقون لفظ العشاء على المغرب ولا يستعملونه في موضعه (¬4).
((وأخرج مسلم عن إبن عمررضي الله عنهما)) (¬5)
((على اسم صلاتكم ألا إنها العشاء)) ألا حرف تنبيه الضمير في أنها للصلاة من باب تسمية الشيء بإسم وقته (¬6) ((وهم (¬7) يعتمون بالإبل))
يقال أعتم أي دخل في العتمة وهي إسم للوقت الذي كانوا يحلبون (¬8) فيه الإبل وهوالثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق (¬9) ((ويروى صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله العشاء)) يعني الأعراب كانوا يؤخرون صلاة العشاء إلى شدة الظلام بسبب حلاب الإبل وكانوا يسمونها (¬10) صلاة العتمة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن (¬11) إتباع تسميتهم تغليبا لتسمية (¬12) الله عليها (¬13) فبين إنها في كتاب الله العشاء كما في قوله تعالى: {ومن بعد صلاة العشاء} (¬14) وإن قدر أن الحديث صدر قبل نزول الآية فمعنى قوله في كتاب الله في حكمه (¬15) الذي أوصاه (¬16) إلى النبي (¬17) صلى الله عليه وسلم ((وإنها تعتم بحلاب الإبل)) (¬18) روى معلوما ومجهولا فعلى الأول الضميران للإعراب وعلى الثاني للصلاة (¬19).
पृष्ठ 87