Mabahith fi Ulum al-Quran by Subhi al-Salih

Sobhi Al-Saleh d. 1407 AH
130

Mabahith fi Ulum al-Quran by Subhi al-Salih

مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح

प्रकाशक

دار العلم للملايين

संस्करण संख्या

الطبعة الرابعة والعشرون كانون الثاني/ يناير ٢٠٠٠

शैलियों

لأحسن القصص١، وما في ذلك مكان لعجب، كما لم يكن في سؤال اليهود عن ذي القرنين موضع لعجب، حتى قال قتادة: "إن اليهود سألو نبي الله ﷺ عن ذي القرنين، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ ٢. لذلك لم نتشدد في عبارتنا الموضحة للقسم القرآني الذي نزل ابتداء غير مبني على سبب، فلم نجعل هذا القسم شاملا كل الوقائع الماضية بل أكثرها، ولا شاملا كل القصص القرآني بل أغلبه، ولا شاملا حتى كل مشاهد القيامة وتصوير الجنة والنار بل جل هاتيك المشاهد والصور٣: فلا شيء يمنع أن يكون لبعض هذه النوازل أسباب، ولكن لا مفر للباحث من أن يسلم بقلة احتياجها إلى هذه الأسباب حين يوازن بينها وبين غيرها من القضايا التشريعية والتوجيهية في كل من الميدانين الفردي والاجتماعي، فما أقرب ما يفكر القارئ بسبب النزول إذا وقعت عينه على آية في أحكام العبادات، أو المعاملات، أو الحلال والحرام، أو الغزو والجهاد، أو الأحوال الشخصية، أو الحقوق المدنية، أو المعاهدات الدولية، فما يفهم شيء من هذا إلا إذا ارتبط بسبب نزوله التاريخي، وسلك في نطاقه النفسي أو الاجتماعي الذي كان سر مهبط الوحي فيه. وإذا غضضنا النظر عن بعض هذا الخلط غير المقصود الناشئ من مبالغة المفسرين بإدراج الواقائع الماضية في أسباب النزول، واجهنا عقبات أخرى في صيغ الروايات المتعلقة بهذه الأسباب، فليست عبارة الراوي الصحيحة نصا في

١ يدل على ذلك أيضا أن سعدا يقول في حديثه نفسه بعد ذلك: فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا فأنزل الله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا﴾ ثم يعلق سعد على هذا بقوله: "كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن" انظر أسباب النزول "للواحدي" ص٢٠٣. ٢ سورة الكهف. وقارن بالواحدي ٢٢٥. ٣ من ذلك مثلا أن أبا عالية والضحاك ذكرا في نزول الآية ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ من سورة الواقعة: إن المسلمين نظروا إلى واد مخصب بالطائف، فأعجبهم سدره، فقالوا: يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ . أسباب النزول للواحدي ٣٠١.

1 / 141