वैज्ञानिक और सामाजिक चर्चाएँ
مباحث علمية واجتماعية
शैलियों
الناس ينتقدون الاشتراكية كما يفهمونها، لا كما هي أو كما يجب أن تكون، شأنهم في أكثر المسائل الاجتماعية.
الاشتراكية، أو كما سميتها الاجتماعية أيضا، قلما نظر الكتاب فيها، حتى زعماؤها أنفسهم، من الوجه الوحيد الذي يجب أن ينظر إليها؛ ولهذا كثرت الآراء فيها، وكثر الاختلاف بينهم، وكثر انتقادها أيضا؛ لأن الجميع نظروا فيها إلى المسائل الفرعية، ولم ينظروا إلى الأصول التي يجب أن تقام عليها الفروع.
الاشتراكية كما يجب أن تكون ليست مذهبا فلسفيا اجتماعيا حتى يجوز لكل واحد أن ينظر إليها كما يشاء، أو كما يدله فهمه.
الاشتراكية نتيجة لازمة لمقدمات ثابتة لا بد من الوصول إليها، ولو بعد تذبذب طويل.
الاشتراكية كالاجتماع نفسه ذات نواميس طبيعية تدعو إليها، ولكن الاجتماع نفسه هل يبحث فيه الباحثون اليوم جميعهم بحثا طبيعيا، ما خلا كبار الطبيعيين الذين يعدون على الأصابع؟ هل ينظر العمرانيون إلى الاجتماع نظرا طبيعيا بحتا؟
الباحثون في الاشتراكية وفي الاجتماع نفسه أكثرهم من أصحاب النظر أو من قصاره في تاريخ الاجتماع الطبيعي.
متى اتصل الناس في مباحثهم الاجتماعية والفلسفية إلى رد كل شيء إلى هذا الأصل الطبيعي، سهل تفاهمهم وقل خلافهم، وأسرعوا الخطى في ارتقائهم.
مضى على الناس عصور تضيع أصولها في أقصى ظلمات التاريخ قبل أن يستقروا في مباحثهم على هذا المبدأ الطبيعي. هذا المبدأ الطبيعي هو بالحقيقة ابن أمس؛ لأنه منذ أمس فقط أصبح من العلوم الثابتة، وكم يلزمه من الزمان حتى يهدم علوم الناس النظرية! ومع ذلك فهو قد زعزعها بما لم يتسن لعصر قبله أن يفعله بالقوة التي زعزعها بها.
العلوم النظرية ليست نظرية بالحقيقة إلا بالنسبة إلى كونها أقيمت واتسعت على مبادئ اختبارية قليلة ومغلوطة غالبا، وإلا فليس هناك فلسفة نظرية محضة، حتى ولا الدينية نفسها.
الفرق بين الفلسفة النظرية والحقيقية أو العملية هي أن هذه بنيت على معرفة أتم بالطبيعة، واختبار أعم في ارتباطها بعضها ببعض، والفلسفة النظرية جهلت ذلك أو تجاهلته، وخصوصا أهملت هذا الرابط. وسوف تلتقيان في نقطة واحدة تردهما إلى الطبيعة؛ فالمصلح الطبيعي ليس حالما أو واهما أو متمنيا، وإذا خانه علمه أحيانا كثيرة فلا ينفي ذلك صدق إدراكه الذي يدله عليه أن في الإمكان أصلح مما كان.
अज्ञात पृष्ठ