أرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدم العه
د هوان الآباء والأجداد
قال شكسبير:
يعتري قيصر العظيم حمام
وتحيل الوجود أيدي الفناء
فإذا قيصر المعظم طين
سد في ثلمة ممر الهواء
وقد ذهب الأستاذ «كارل فخت» إلى أبعد من هذا في تعريفه للفكر فقال: إن المخ يفرز الفكر بعين الطريقة التي يفرز بها الكبد الصفراء والكلية البول.
والنفس والحياة والفكر والوجدان كلها ثمرة المادة، وكلها كائنة في كل ذرة من المادة، وإنما تظهر إذا تركبت الذرات، وكلما كانت مادة العضو أكثر تركبا كانت وظائفه أكثر تعقدا، والمخ من أعجب الأعضاء وأدقها وأجملها تركبا، ووظيفته الفكر، فليست المادة كتلة صلبة جامدة خالية من الحركة الذاتية عقيمة لا تنتج مظاهر الحياة والعقل والشعور إلا بمعونة قوة أخرى، وليست المادة دائما محسوسة منظورة، وإنما المادة تحتوي ملايين لا تحصى من الجزيئات على حالة عادية غير منتظمة ولا منظورة، وبتحرك هذه الجزيئات حركات متناسقة تتخذ المادة أشكالا متنوعة، وينشأ عنها ظواهر متعددة من خشونة ونعومة ولون وحركة وامتداد وحجم إلى ما عدا ذلك مما ليس إلا نتيجة عمل المادة، والحياة والفكر مظهران كذلك من تلك المظاهر، ولسنا ندعي أنهما أنفسهما مادة، وإنما هما كما قال «بخنر» في كتابه (القول الفصل في المادية): «ليسا مادة وإنما هما ما فعلت المادة.»
अज्ञात पृष्ठ