وبمصاحبة هذه الأحوال والأوضاع، وصلت من أهالى دربند إلى بلاط صاحب الشوكة والعظمة العرائض الكثيرة المتضمنة على [ص 179] العهود والمواثيق اللامحدودة، ومن ضمن ما كانوا قد طلبوه هو بأن يكلف نائب السلطنة على دربند شيخ على خان وحسين قلى خان باكويه مع فوج من المجاهدين لربما يصبحون مصدرا للخدمة. فقرن النواب نائب السلطنة سؤالهم بالإجابة. وكان مصطفى خان الشيروانى قد أشاع فى عدة تلك الأيام أن نائب السلطنة كلف محمد حسن خان أخا سليم خان، الذى كان قد حرمت عيناه من النور بسبب حدة كزلك القهر بأمر الخاقان المغفور له وذلك على يد مصطفى خان الدولويى القاجارى فى عام رحلة قراباغ، بالقبض على سليم خان وحبسه ومعاقبته، فصدق سليم خان لبساطته وسذاجته هذا الكلام، وأرسل طائفته وأحشامه إلى الجبل المشهور ب" كلسن كورسن"، وسير شخصا إلى الركاب المستطاب. وفى هذه المرة، استنتج فى سبيل الحصول على الاطمئنان لنفسه، بحيث إنه لو كان فى نظر نائب السلطنة هذا النوع من الخلاف بسبب كثرة الغضب فإنه بلا تأمل، يحفر فجوة فى بنيان وجوده، ويقتلع نخل وجوده من جذوره ببلطة انتقامه.
ولكن بناء على التماس وطلب الأمراء ومراعاة حقوق الخدمة السابقة، فقد كلف نائب السلطنة ابن الوزير المكرم ميرزا أبو القاسم لاستمالته، فأدركه فى بلدة شكى، وأزال من على صفحة خاطره غبار وحشته وفزعه بزلال الكلمات الممزوجة بالنصائح، وفى إزاء هذه العاطفة العظيمة تعهد بأن يقبض على مصطفى خان الشيروانى طوعا أو كرها دون تعب المجاهدين المظفرين. ومن المصادفات فى ذلك الوقت أن أصيب المعسكر بأمراض كثيرة بسبب عفونة ماء وهواء" آقسو".
98 - بيان بتجمع بعض الأسباب التى أدت إلى عودة الموكب المسعود
من شيروان
पृष्ठ 222