وفى الثانى والعشرين من شهر ذى القعدة الحرام [1220 ه ق]، صارت راية الأعلام المنتهية بالنصر ناخلة العنبر من دار السلطنة تبريز إلى ناحية موغان عن طريق أردبيل، وفى وقت القدوم إلى دار الإرشاد" أردبيل"، وصلت عريضة بير قلى خان والمشعرة على هذا المطلب، بحيث إنه طبقا لأمر النواب الموفق يصل عسكر خان الأفشارى نفسه إلى القلعة فى سرعة السيل، ويقدم حسين قلى خان القاجارى على حماية وحفظ جسر نهر كر، ويتوقف بير قلى خان فى خارج قلعة باكويه ويلحق شيخ على خان أيضا به.
وفى تلك المناطق أصبح حال إيشبخدر قرين الاضطراب والاضطرار فى اختلال كامل، وصارت دواب عرباته ومركباته [ص 162] عرضة للتلف جميعها بسبب شدة البرودة وريح صرصر بحر الخزر، وبسبب فقدانه للمؤن من الأربعة جوانب صار هدفا لسهام المشقة والبلاء ورماح الهلاك والعناء، فوجد أبواب الحيلة والخلاص مسدودة فى وجهه، ووجد أنه لاحل إلا أن ينفصل عن جيشه، وكان قد جاء إلى مقربة من القلعة عسى أن يخدع حسين قلى خان بالتطميع وبوعده ووعيده، فيجد طريقا لفراره أو مكانا لاستقراره ويدبر طريقا لخلاصه من بلاء قبضة يد محترفى صيد الأسود الماكرين.
وفى تلك الأثناء، كان إبراهيم خان، الذى كان من بنى أعمام حسين قلى خان الباكوى وقد سبق أقرانه وأمثاله برشادة ذاته وجوهر طبعه وكان قد كلف من ركاب الأمير الموفق المستطاب على باكويه، قد وصل إليه. وفى الوقت الذى كان فيه إيشبخدر مع حسين قلى خان الباكوى فى أحد الأماكن وكانوا يعدون ويمهدون لبدايات الحديث، فقتلوه ضربا بالرصاص بإذن حسين قلى خان، وأحاط بير قلى خان وشيخ على خان وسائر الرجال المكلفين حول جمعه وقتلوا بعضا منهم وأسروا بعضهم وهرب الباقون الأحياء، وبالمصادفة كان شفت مستقلا السفن فتوجه إلى سارى.
وقطعوا رأس إيشبخدر العنيدة، التى كانت تسحق بالأقدام بسبب نخوته وغروره، عن جسده وأرسلوها إلى مقر العرش فى صحبة رجال البريد. ولكن كان فرمان النواب نائب السلطنة على ذلك النحو وهو: أن يقوموا بصد ذلك العنيد (الأحمق) فى ميدان العداوة لا أن يقتلوه فى أثناء محادثته، ولهذا لم يتفوه عقله الكبير بكلمة بل إن ضميره المنير ظهر مظلما.
पृष्ठ 205