129

माथिर सुल्तानिया

المآثر السلطانية

शैलियों

وظهر الشاه إسماعيل الصفوى، فكان بناء أمره وشأنه على إخلاص ومحبة مريديه، وفى هذا العهد، وبقاعدة أن كل شى ء يرجع إلى أصله، حول حضرة نائب السلطنة القاعدة القديمة ضمن الإخلاص الصميم لأهل إيران، وعرضها على بلاط زحل الملكى، وطبقا لإشارة ملك الملوك صدرت الأحكام السامية إلى حكام ولايات أذربيچان، وصدرت بعد فترة إلى سائر الممالك المحروسة لإنشاء الجيش الحديث. وفى أذربيچان اختار الشباب الشجعان اللائقين وسلمهم الأجور والمقررات والألبسة وسائر الاستعدادات من رئاسة الديوان، وعين معلمى النظام العسكرى من فرنسا وإنجلترا، واستخدمهم فى تعليم أعمال الحرب والقتال، وفى الركاب المنصور وفى مدة العامين لقى ما يساوى الاثنى عشر ألف جندى الاستحسان والإعجاب فى النظر المبارك، وعلاوة على الخفة والسرعة والرماية وضرب الأهداف وتدمير قاعدة العدو والجندية، فقد كانوا يعمرون البندقية ويفرغونها ولم يكونوا يقطعون الدخان عن بعضه، فقد وصلوا فى تدريبات المشاة إلى حد أنهم لو كلفوا على ناحية فكان يحدث أنهم كانوا يطوون فى المنزل الواحد اثنى عشر فرسخا، ولو أنهم قابلوا مصادفة فى ذلك المكان العدو، فقد كانوا يشتبكون معه دون عذر التعب والإعياء وكانوا يوفقون، وذلك مثلما حدث عدة مرات فى رحلة بلباس والأكراد وأماكن أخرى، وفى أثناء التدريب والرماية والقذف بالنيران وتعلم القواعد والنظام، كان يتوجه أحيانا بنفسه النفيسة إلى ساحة تعليمهم وكان هو نفسه أيضا يتدرب وكان يرتب صفوفهم بالرؤية والحلاوة التى تجب، وكان ينعم ويحسن على أحوال كل واحد منهم.

وفى ذلك الوقت، وصلت من ممالك إنجلترا ما يقدر بستة آلاف قطعة بندقية [ص 133] التى كانت طلقاتها جميعا من مقاس واحد وبصنعة وبشكل واحد، وقد تقرر أن يقوم أساتذة صناعة البنادق الإيرانيين فى دار الأسلحة بالإشراف على صناعة البندقية على الصنع والتركيب نفسيهما، وفى أقل مدة أنتج بسعى الأساتذة الإيرانيين ما يقدر بنحو عشرين ألف قطعة بندقية ناثرة لنيران المعركة؛ وهى التى تستعمل منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وغير ذلك النوع من البنادق، يصنعون بنادق" جوهردار" على طريقة حسن الجزائرى وموسى، وعلى نحو وتخطيط القرم وبنموذج سائر مصانع الروم (العثمانيين) - والتى تصوب من سبعمائة قدم أو ألف قدم- وذلك من أجل الغلمان والخدم من حملة البنادق الجرارة، وتكلفتها وتصنيعها ليس أقل من بنادق جوهر دار الرومية، ويجرى إتمام سائر أسلحتهم وآلات الحرب أيضا على هذا النهج والصورة.

पृष्ठ 169