كذلك يبرز سؤال آخر: وهو أي لغة كان يتكلم إسماعيل حين تركه أبوه في مكة وهو بعد طفل رضيع على حد بعض الروايات؟ أكان يتكلم اللغة المصرية القديمة لغة أمه، أم كان يتكلم الكلدانية لغة أبيه؟ وذريته بعد أن تزوج وأنجب أي لغة كانوا يتكلمون، أهي اللغة الحميرية لغة أمهم، أم لغة أبيهم؟
وإذ كانت نظرية المغفور له الأستاذ أحمد كمال باشا الأثري المصري في العلاقة العظيمة بين اللغة العربية والمصرية القديمة التي مكنته من إرجاع معظم المفردات العربية إلى أصول مصرية قديمة - أو العكس لا أدري تماما - صحيحة فهل يلقي ذلك ضوءا على الغموض الذي يكتنف هذه الأسئلة؟
الحق يقال إن الإجابة على هذه الأسئلة وما سبقها في ظل ما تحت أيدينا من المراجع لا يمكن أن تكون إجابة حاسمة خالية من الحدس والتخمين.
على أنا قد نستطيع الإجابة على سؤال ثالث قد تكون محاولة الإجابة عنه ضرورية، وهو في أي عصر هبط إسماعيل مكة، وليس لنا مرجع في الإجابة عن هذا السؤال إلا التوراة، ولقد قلنا: إن إبراهيم غادر أور إلى فلسطين ثم هبط منها إلى مصر وخرج ومعه هاجر.
ولكن الآثار الكلدانية لا تتكلم، كذلك لا نجد في الآثار المصرية أدنى إشارة إلى هاجر أو إبراهيم، وحيال صمت الآثار هنا وهناك لا يجد المستشرقون بدا من القول بميثولوجية القصة من الناحية العلمية من أولها إلى آخرها، أما علماء التوراة فإنهم بمقارنة التواريخ والأعمار الواردة فيها أمكنهم أن يصلوا إلى ما يأتي: (1)
أن إبراهيم غادر أور الكلدانية سنة 1921ق.م. (2)
أن ولادة إسماعيل كانت سنة 1910ق.م. (3)
أن طرد هاجر مع ابنها إسماعيل كان حوالي 1871ق.م. (4)
أن وفاة إبراهيم كانت 1820ق.م. (5)
أن وفاة إسماعيل كانت 1773ق.م.
अज्ञात पृष्ठ