وأما الانحدار الشرقي فهو انحدار تدريجي لا يكاد يلمس ويصحبه انحداران آخران أحدهما ناحية الشمال الشرقي، والآخر ناحية الجنوب الشرقي.
وهذا الوصف الذي ذكرناه يظل صحيحا اللهم إلا في الجنوب الشرقي حيث تبرز سلسلة من الجبال في عمان هي المعروفة باسم الجبل الأخضر يبلغ ارتفاعها نحو عشرة آلاف قدم أيضا «أو أكثر من 3000 متر».
وإذا استثنيت بلاد اليمن وعمان وبعض الوديان الواقعة في سلسلة الجبال الغريبة أمكننا وفي نجد والأحساء أن نصف بلاد العرب بأنها قفر مجدبة.
وتسقط الرياح الموسمية الجنوبية الآتية من ناحية الحبشة بعض الأمطار في بلاد العرب وتستفيد بلاد اليمن بأكبر قسط منها؛ إذ تصدها الجبال العالية، فيزرع هناك البن والحبوب والفاكهة، وفي الجهات التي هي أقل مطرا من هذه المنطقة تنبت أشجار الصمغ والبخور.
أما عمان فتحمل إليها الرياح الموسمية الشمالية الشرقية بعض الأمطار، وأما حضرموت فلا تستفيد من هذه الرياح الموسمية بسبب محاذاة جبالها لمهب الرياح.
وحيثما يسقط المطر في بلاد العرب ينبت الكلأ وتتيسر سبل الحياة، وفيما عدا ذلك فكل البلاد عبارة عن صحراء شاسعة بعثرت فوق أديمها بعض الواحات التي يوجد فيها بعض الماء، وتكثر فيها زراعة النخيل وبعض البقول وتحف بها بعض المراعي وتربط طرق القوافل هذه الواحات بعضها ببعض، وفي غير هذه الأماكن لا يقع بصرك على سكان.
والوصول إلى عمان ميسور من ناحية البحر حيث يعيش فريق من السكان على صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ في الخليج الفارسي، أما عن طريق البر فترتبط باليمن عن طريق شبوة ولكن الطريق طويل وشاق.
وتغطي الحشائش حافة الصحراء الجنوبية التي تفصل بين عمان واليمن وبينها وبين نجد.
وليس في بلاد العرب أنهار ولا غابات، وأقصى ما وصل إلى عملنا هو وجود بحيرتين أو ثلاث بحيرات صغيرات في منطقة الأحساء. «والأحساء والحساء - كما في كتب العرب - جمع حسى وهو موضع رمل تحته صلابة، فإذا أمطرت السماء على ذلك الرمل نزل الماء فمنعته الصلابة أن يغيض ومنع الرمل السمائم أن تنشفه فإذا بحث ذلك الرمل أصيب الماء».
وقد قسم الأستاذ فلبي
अज्ञात पृष्ठ