سنة ست وتسعين ومائتين
~~قال أبو بكر : قد ذكرنا أكثر ما فيها من [43 ب] الأحداث فلا حاجة بنا إلى إعادة ذلك وكان في هذه السنة مما لم يذكر، سقوط ثلج عظيم ببغداد حتى صار نحو شبر في الأرض، ث جمعه الناس ونحوه عن الطريق، فبقى أياما كثيرة لا يذوب وسواه الناس تلولا في طريق بينهم وفيها ولي «بارس» غلام إسماعيل بن أحمد ديار ربيعة، وخلع عليه وأخرج إليها. وقد كان قبض على محمد بن يوسف القاضي، وعلى جماعة من القواد والكتاب المخالفين، وسلموا إلى الخازن (1) ثم أطلقوا وأطلق كل واحد منهم بسبب، فلم يتلف إلا من ذكرنا تلفه قبل . واحتال ابن الفرات في أمر الحسين بن حمدان بعد أن أخرج إليه من الحبس قوما منهم أخوه عبد الله بن حمدان فانحاز عنهم، فأخرجه على معونة «قم» ووجه إليه بخلع.
~~وفيها مات أحمد بن يحيى الخلواتي المحدث، وذلك في يوم الخميس لثمانى ليال خلون من جمادى الأولى وسنه خمس وتسعون سنة ويكنى أبا جعفر اودفن بالشونيزية! وفيها أمر [ 44 ا] المقتدر بالله بتجديد المصلى العتيق الذي [في] باب خراسان وإبطال الذي كان يلي دار الخلافة، فجدد وأعيد إلى ما كان عليه في متقدم الأيام، وخرج إليه الناس في يوم الفطر، وركب إليه ابن الفرات ومعه القواد في أحسن زي وأجمل () (2)، وركب إليه أيضا [الخليفة] (3) في يوم النحر ومعه القواد، ثم انصرف فدخلت إليه فأنشدته:
بالعز والتأييد والنصر
ونعمة تبقى على الدفر
غدوت نحو العيد مستبشرا
كالبدر بين الأنجم الزهر
لازلت تبقى مائة مثله
مواصلا فطرا إلى نحر
تدعو لك الناسآ بحسن الذي
أوليتهم في العشر واليشر
تبه عدلا بينهم شاملاا
فبدوهم في الأمن كالحضر
ضحگفت لما نحروا يدنهم
بالفيضة البيضاء والتبر
عاد بك الدهر إلى حسنه
وانتصف العرف من النكر
لساعة من دهرك المرتضى
خير لمن يعقل من شهر [44 ب]
بلغت بالتوفيق والرأي ما
قد كان محجوبا عن الفكر
فت ملوك الأرض لما جروا
واستفرغوا الجهد وما يجري
पृष्ठ 60