(دهم ستة، إنما كان بعده خلفاء ثم زال الأمر عنهم. ثم أتى الله عز وجل - بالدولة المباركة دولة بنى العباس حرسها الله من الغير، فكان أول من ملك منهم أبو العباس السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله العباس ثم أخوه أبو جعفر عبد الله بن محمد المنصور ثم أبو عبد الله محمد بن المنصور وهو المهدي ثم أبو محمد موسى بن محمد الهادي ثم أبو جعفر هارون الرشيد ثم محمد بن هارون الأمين وهو السادس قتل وخلع. ثم ولي بعده المأمون وهو عبد الله بن الرشيد يكنى أبا العباس (29 ا] ثم أبو إسحاق محمد بن الرشيد وهو المعتصم ثم أبو جعفر هارون بن المعتصم وهو الواثق ثم جعفر المتوكل . ثم أبو جعفر محمد بن المتوكل وهو المنتصر فهؤلاء خمسة وسادسهم أحمد بن محمد بن المعتصم وهو المستعين خلع وقتل.
~~ثم كان بعده أبو عبد الله المعتز محمد بن المتوكل ثم أبو عبد الله محمد بن الواثق وهو المهتدي وقد قيل إنه يكنى بأبي عبد الله، ثم أبو العباس أحمد بن المتوكل وهو المعتمد ثم أبو العباس أحمد بن الموفق وهو المعتضد ثم أبو محمد علي بن المعتضد وهو المكتفي ثم أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله وهو المقتدر بالله وهو الثامن عشر من أول ملك من بني العباس خلع ثم رد ثم قتيل بعد ذلك.
ذكر ما كان بين عبد الله بن المعتز وبين يحيى بن علي المنجم
~~قال أبو بكر: فأول ذلك أنى كنت أرى يحيى بن علي عند عبد الله بن المعتز كثيرا، وكان ابن المعتز غير صاف له ، قال [29 ب] لنا ابن المعتز يوما وليس معنا يحيى: أما تعلمون أن أنا عمرو بن العلاء، والأصمعي، وأبا عبيدة، وسائر علماء البصرة، والكوفة، وقد حكي عنهم غلط وتصحيف كما يقال، إنما العالم من أحصي غلطه وزلله. قلنا: نعم ما من أحد إلا وقد حفظ عليه شيء من ذلك، فقال: أفرآنى في العلم فوق هؤلاء؟ تحدثت يوما فذكرت «يوم بعاث» فقلت «يوم بغاث» (1) وكنت قرأت ذلك في كتاب على غلط ممن كتبه ، فسمع ذلك يحيى بن علي فطار به في الناس، ثم لم يرض بذلك حتى عمل رسالة يعذرني زعم فيها، ويذكر من صحف وما كان ليسمع هذا أحد فيشهره علي، وما أشاعه عني غيره، ثم تحمل علي بأنه عمل رسالة يعذرني فيها، فنادى علي بها في الناس!! وما هذا جزاء فعلنا به، واصطناعنا له
पृष्ठ 45