قال أبو بكر : ورثاه يحيى بن علي المنجم، فسمعث عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وكان 14 د الناس ميلا إلى ابن المعتز [26 ب] وأكثرهم وصفا له (1) يقول - وقد سمع مرثآية ابن المعتز هذه التي رثاه بها يحيى بن علي - : ما رأيت مرثية موشحة بالعيوب، مطرزة بالهجاء، مسلداة بالتعنيف إلآ هذه، ولم سميت مرثية وهي أن تسمى مثلبة أؤلى. وهي:
أسيت يفقد الصديق الذع
استحال عدوا فمن مشعدي
تحنى الذنوب وخان العهود
وأصبح في صورة المعتدي
وعمى عليه الصواب الهوى
فأورده شر ما مورد
و قد كان في نعمة لم تكن
تجاوزها رغبة الحسد
ورغد من العيش ما إن يعا
اش بأطيب منه ولا أرغد
فلم يشكر الله فيما أتا
ه ما كان فيه ولم يحمد
ولو كان ثه سدادآلما
أطاع الغواة فلم يرشد
ومن لم يعر سمعه ناصحيه
تردى وضل ولم يهتد
فأرداه ذلك حتى مضى
صريعا وأصبح في ملحد
فإن أبكه الآن لا أبكه
لحسن وفاء ولا سؤدد (27 ا]
ولكن لشعر له رائق
السمآع البصير وللمنشد
كثير البديع ولكنه
يزيغ من الكلم الشرد
وفيه نوادر شعر أخذن
بمطرف الشعر والمتللد
أغار على أهلها مصلتا
ولم يتحشم من النقد
فلم يستدم حسن ما كان في
ه ولم يخش ما ناله في غد
فأودى مسيئا فما إن بخلت
عليه بأن قلت: لا تبعد
قال: ولا أعلم هجاء أقبح من هذا.2 قال أبو بكر: ودخل «بارس» غلام أحمد بن إسماعيل بن أحمد، بغداد، فاستوهب من المقتدر بالله ذنب الجماعة ففعل، وقال: من الواجب على أن أستديم نعم الله عز وجل، والشكر على ما أولانيه، بالعفو عن هؤلاء القوم، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما قتلت أكثرهم، ولقد غلبت على رأيي فيهم، وكنت أرى المنة عليهم وإخراجهم إلى الثغور ليكونوا
पृष्ठ 43