मा लाम युन्सर मिन किताब अल-अवराक
ما لم ينشر من كتاب الأوراق
शैलियों
~~وخرج السلطان (1) وامتلأت قلوبهم [159 ب] من هيبة القرمطي، وأفصح بذلك واضطرب وصاح، فقال له نصر: اعمل على أنهم سباع، نقيم لهم على القنطرة أصحا الحراب التي تقتل بها السباع، فكلما ركب واحد منهم القنطرة قلبوه وقتلوه فلم يقبل هذا وأشار بقطعها، وتابعه أهل العسكر ولم يخالف غير «نصر» وحده، فقطعت القنطرة. فقال قوم أن أبا الهيجاء أصاب لما يعلم من جزع اصحاب السلطان، وما جربه من أولئك. وقال اخرون: أراد أن يكافئه على إطلاقه له، وقد وجه إليه، وقال واحدة بواحدة، وهذه أجل وأعظم. ولما صار القرمطي وأصحابه إلى القنطرة ودنوا منها، رماهم أصحاب السلطان بالنشابة، ورأوا كثرة الخلق فرجعوا وترددوا، وجهد «نصر» في العبور وطلب القوم فلم يدعه «مؤنس»، وحضرت كلامه وهو يقول: هم أقل من ألف ونحن في ثلاثة ألف، فوالله لا قتل منا ثلاثة حتى يقتل منهم واحد، فإن ظفرنا فذاك الذي ثريد، وإن قتلنا فأفنيناهم كانت شهادة [160ا] قد حصلت على باب دورنا، والسلطان لا يتقى من رجال، فلم يجبه مؤنس إلى ذلك.
~~ووجه السلطان إلى الفرات بطيارات وسماريات، فيها رماة رئيسهم سئك غلام المكتفي، فحالوا بين القرامطة وبين العبور. وكان سواد القرمطي محلقا حيال الأنبار في جميعة من أصحابه، وابن أبي الساج متخلف معهم، فعزم «نصر» ان يحتال في عبور الدواب في السفن ليلا ومعهم هارون بن غريب الخال ويكبسون السواد، فلعلهم يخلصون ابن أبي الساج، فحم «نصر» حمى أذمبت عقله يومين وليلتين، وشاع ما أراد أن يفعله، فوجه مؤنس بغلامه «يلبق في نحو ألفين أكثرهم أصحاب ابن أبي الساج طمعا في تخلصه، فدار على طريق القصر ومكث أياما، وإلى ذلك ما علم القرمطي بالخبر، واحتال إلى أن عبر فوق الأنبار بكثير في زوارق الصيادين، فحدثني من حضر هناك قال : رأيت بعض القرامطة وقد قحم فرسه في الفرات وهو يقول : [160 ب]
إن قطع الجسر فكوني جسرا
قد أنزل السيد فينا النصرا
واتصل الخبرآ بالقرمطي فلحق بسواده، وقرب يلبق من سواد القرمطي في جيش عظيم أكثر [هم] (2) من قبل ابن أبي الساج وغلمانه، فلقيتهم خيل يسيرة للقرمطي فانهزموا، وأسكلر جماعة من أولياء السلطان، فمنهم ابن أبي الأغر، فجلس القرمطي فضرب أعناقهم، ودعا ببن أبي الساج فقال له: أراني مكرما لك منتويا فيك ما لا تستحفه من الصفح عنك، وأنت تحرض على أصحابك! فقال: قد علمت أني ما أقدر على مكاتبتهم ولا مراسلتهم، فأي ذنب لي هي
पृष्ठ 158