87

मा बाअद अय्याम

ما بعد الأيام

शैलियों

ويرد الدكتور السنهوري قائلا: «ومن قال إني تركت أثقال الفقه القديم والحديث؟ إنني مستمر - وأنوي الاستمرار - في تأليف كتاب عن طبيعة العقد».

ويقول العميد: «عظيم، عظيم! وقديما قال الشاعر:

والعبء ليس مضاعفا لمطية

إلا إذا ما كان وهما بازلا»

ويرد الدكتور السنهوري قائلا: «لا بد، قبل الشكر أو العتاب، أن نبحث أولا ألفاظ ومعاني هذا البيت؛ إن المصريين يمدحون الرجل بأنه جمل، ولكن الفرنسيين، لسبب ما، يعتبرون وصف الرجل بأنه جمل من أوصاف السباب، وفي اللغة العامية عند الفلاحين المطية معناها ...»

ويرد العميد بأن المذهب العربي الفصيح هو المقصود، وهو واجب التطبيق في هذه الحالة، ويقول: «كثيرا ما حذرتكم من اللغة العامية! على أنك قد حضرت متأخرا ولا بد من توقيع جزاء عليك، وهو أن تبقى معنا لتشاركنا عشاءنا البسيط.»

وبعد العشاء يجلس الأساتذة طه حسين، والسنهوري، وعوض، وكامل حسين يتحدثون.

يقول طه حسين: «منذ بدأت الحرب وأنا مشغول بأخبارها، إذا قرأت فأنا أقرأ ما يتصل بالحرب وأهوالها وأثقالها، فلا أجد في قراءته لذة ولا رضا، ولذلك فإنني أنصرف عنها إلى قراءات أخرى.

أقرأ ما كتب القدماء من العرب وغير العرب فأنسى الحياة الحاضرة.

وإذا قرأت في الفرنسية فإنما أقرأ مونتي ورابليه وبلزاك وفلوبير. وإذا قرأت في العربية فإنما أقرأ في الأغاني والكامل والجاحظ ودواوين الشعراء الجاهليين والإسلاميين، فأما المعاصرون فلست أقرأ لهم إلا في الرسائل التي يعدها طلاب الكلية لنيل الدرجات الجامعية.»

अज्ञात पृष्ठ