68

मा बाअद अय्याम

ما بعد الأيام

शैलियों

ويقترب سكرتير طه حسين منه ويهمس له بحديث يكفهر له وجهه وينهض مستأذنا ممن حوله، وتسرع إليه زوجته تسأله عما حدث فيقول لها في حزن شديد: «محمد المرصفي إنه في المستشفى كما تعرفين، وقد عرفت الآن أنه قد مات، يرحمه الله! الدكتور سامي كمال تكلم من المستشفى.»

وتقول هي في حنان: «لقد عرفناه طويلا، عرفته منذ أول يوم وصلت فيه إلى القاهرة، ولست أنسى منظره وهو يحمل أمينة وهي طفلة لم تتم العامين من عمرها، يحملها عاليا ليخرج بها من محطة القاهرة، ولست أنساه وهو يحملك أنت وأنت مريض، بمثل الرقة التي كان يحمل بها أمينة، كان لنا نعم الصديق طيلة تلك السنين كلها، على أنه لا راد لقضاء الله.»

ويقول طه حسين: «نعم، كل نفس ذائقة الموت، أود أن أقضي ساعة الآن مع أسرته، سأذهب الآن إلى المستشفى.»

وتقول زوجته: «وأنا معك.»

ويكون الحاضرون قد تناقلوا الخبر فيستأذنون، وينصرفون معزين. •••

يبدأ العام الجامعي 35- 1936 ومصر لا تزال تعيش حياة الأزمات، الإنجليز يميلون مع السراي فيسقط الوفد، ويميلون مع الوفد فتنهزم أحزاب السراي ... الشباب غاضب على هذا التمزق ... صمويل هور الوزير البريطاني يصرح

3

بأن الحكومة البريطانية قد نصحت حكومة مصر بعدم إعادة دستور 1923، فإن مصر غير مستعدة للحكم الديمقراطي. والطلاب يتظاهرون احتجاجا، ويدركون أن تمزق الشعب وانقسامه هو سبب هوانه، يرون ضرورة إرغام الزعماء على الائتلاف كي تتمكن البلاد مجتمعة من إجلاء الإنجليز عنها.

المظاهرات تتحرك والبوليس يغلق كوبري عباس ويحاول أن يفرق مظاهرة الجامعة بالقوة، فيقتل الطالب عبد المجيد مرسي من كلية الزراعة، والطالب عبد الحكيم الجراحي من كلية الآداب، ويتسامع الطلاب بأخبار عدد آخر من المصابين.

ويقوم الطلبة بالتعاون مع بعض العمال بإعداد شاهد رخامي يسجل مصرع الشهداء، وينصبونه ليلا أمام مدخل الجامعة

अज्ञात पृष्ठ