ساعده على ذلك جماعة كثيرة ، فيهم عحيف بن عنبسة ، وأحمد بن الخليل ابن هشام ، وعمر الفرغانى وغيرهم . وكان فيمن بايع العباس رجل من أهل خراسان ضعيف العقيدة. فتخلف عن نوبته فبعث إليه شبس . فظن الرجل أنه حبس بسبب العباس ، فصاح فى الحبس : عندى نصيحة ، فرفع خبره الى المعتصم ، فأمر بمساءلته عن نصيحته . فطلب الأمان على ذلك ، فأعطى امانا . فتر بقصة العباس ومن بايعه ، فأمر به المعتصم فحجب عن الناس ، ودعا ابن أبي دؤاد فشاوره وقال : إنى لست آمن أن يشيع ما ذكر هذا الرجل ، فيستوحش الناس ونحن فى بلاد العدو فما ترى ؟ قال ابن أبي دؤاد : أرى أن تبعث قبل أن ينتشر الخبر ، إلى العباس وجميع من قرن معه ، وإلى نفر من غيرهم بخلطهم بهم ، فتخلع عليهم ومحبسهم بلا سلاح عندك للغداء والشراب . وتظهر فى العسكر أنهم قد قيدوا . فإن كل من عنده نصيحة فيهم ، إذا علم أنهم قيدوا أظهر نصيحته، فإن كانهذا الأعر حقا توثقت منهم ، رإن كان الأمر باطلا ، لم تعجل بقول لا يدرى أصدق أم كذب ، ولعله أراد التشفي من بعضهم . ففعل المعتصم بالله ما أشار به اين أبي دؤاد . فلما ظهر في العسكر أن العباس ومن بايعه(1) قد قيدوا ، جاءت النصانآح فيهم ، فاتضح الخبر .
حكي أن دارا ملك الفرس ، لما انهزم من الإسكندر ، تواطأ عليه حاجبه وصاحب شرطته ليتقربا يه إلى الإسكندر . فشدا على دارا وضرباه سيفيهما حتى سقط . فمر عليه الإسكندر ، وهو صريع ، فعرفه فوقف عليه انزل إليه فوضع رأسه في حجره ومسح وجهه بكمه ، ثم قال له الإسكندر : مئن سلمت من جراحك لأ خلين لك ملكك وأكون لك عونا وصديقا
पृष्ठ 187