165

كثرة من معه من الرجال . فأفشى سره إلى خادم له يقال (له) سراج وشاوره ، فقال سراج : إن الفضل قد ضرب غالبا خالك مائتى مقرعة وهو حنق عليه ، وله فتك وإقدام ، وإن حسر عليه أحد فهو . قال المأمون لسراج : فناظره في ذلك ، فناظر سراج غالبا خال المأمون فى قتل الفضل ابن سهل ، وأعلمه أن ذلك عن رأى المأمون . وفارقه على الفتك به والهرب من عسكر المأمون ، وضمن له عن المأمون كل ما أراد .

فالتمس غالب الغرة من الفضل ، حتى إذا بلغوا سرخس (1) دخل الفضل حماما (يها) في خلوة من غلمانه . ووجد غالب الفرصة ، فدخل عليه وهو على كرسى فى الحمام ، ومعه السيف وقد وكل بغلامين له على الباب من منعهما . الإنذار . فلما نظر إليه الفضل قال : يا غالب ، اصفح عنى وخذ على العهد كل ما تريد. فضربه غالب على عاتقه ، وقال له : سأوشحك بالسيف مكان بوسك السنين ، وضربه على عاتقه الآخر ضربة أخرى فقتله . وخرج عنه فقتل غلاميه اللذين كانا في الحمام معه . ثم ركب هو ومن ساعدوه دوابهم كانوا أربعة رجال . ومروا خارجين من عسكر المأمون فساروا خمسة فراسخ ، فلما رآهم نعيم (2) قد تنكبوا الطريق ، أنكر أمرهم ، فبعث خلفهم من أتاه بهم . فعرف غالبا ، فقال له : أين أردت ؟ قال (غالب) : أرسلنى

पृष्ठ 165