طويل القامة منكر الصورة ، عليه مدرعة صوف وعلى عنقه رابة(1) وفي يده مسحاة . فقالواله : م0 أنت ؟ قال : رجل من الحبشة عبد لفلان . قالوا : فما أحلك هذا المحل ؟ قال : سوء الأدب والاستخفاف بالمذهب . فوجهوا الى مولاه فأحضر فقالوا له : هب لنا عبدك هذا، أو بعنا (إياه) . قال : هو أقل قيمة من أن أراجعكم فيه ، ولكن ما حاجتكم إليه ؟ قالوا له : إنا تعاهدنا على أن نملك أول من يخرج علينا من باب المدينة . قال : وليم لم تملكوا أحدكم؟ قالوا : لم يسمح بعضنا لبعض بدلك . قال : فإنى أحذركم هذا العبد ، فإنه أبعد خلق الله غورا (2) وأشدهم حقدا وأمرهم نفسا (2) وأمضاهم فتكا . قالوا : لابد من توليته الملك . قال : فهو حر .
قال : فأخذت العشرة الأسود فأخرجته مما كان فيه ، وألبسته ثياب الملك ، وحملوه على فرس من دواب الملك إلى دار المملكة ، فاجاسوه على سرير الملك ، ووضعوا التاج على رأسه ، وجمعوا الناس فبايعوه ، فقعد الحبشى في مجلسه لا يسأل عن شىء ولا يطلبه ولا يأمر به . فإن أتى بطعام أو ثياب كل ولبس ، وإن تأخر عنه أمسك عن طلبه . وخلت العشرة بالأمور وأعمال المملكة . فمكث الحبشى بذلك حولا لا يعترض في شىء . ثم حضر لهم عيد لا نجدون بدا من إخراجه ، فأخرجوه في أحسن زي وأ كثر جمع . فبينا هو يسير وهم حوله ، إذ بصر برجل أسود في ناحية من الطريق ، فأحد لنظر (4) إليه والتفت لا يتلع عنه . فقال له أحد العشرة : أيها الملك ، ما الذى
पृष्ठ 154