147

(ما سخر له ، فصغر ملكي فى عينى حتى صار ذباية . قال : وهدا صيرك إلى ماأرى؟ قال : نعم . فقال : قد سخر لك مالم يسخر لسليمان بن داود . قال : وما هو ؟ قال : أهل ميسان (1) وأهل الأنبار (2) . فضحك ، ثم قال : هات بدك . فخرج إلى أهل مملكته .

لحكى أن ملكا كان له وزير صالح لا يأمر إلا بالخير ، ولا يحض لا عليه . وكان الملك يبغض النساك ، وكان الوزير يقبل عليهم . فحسده قرابة الملك (فأتوا الملك) فقالوا : إن هوى الوزير إنما هو يعزم أن يخرجك من ملكك . فإن أردت أن تعلم ذلك فقل له : إنى قد عزمت أن أودع ملكى وألحق بالنستاك بالجبال . فإنك سترى من قبوله ذلك وسروره ما يدلك على ما قلنا . ففعل الملك ذلك، فرأى ما قالوه وتبين ذلك في وجه الوزير .

فانصرف الوزير كثيبا حزينا . وكان في بعض مسيره مر برجل ظاهر الزمانة(3)، فقال له : أيها الوزير، ضتنى إليك فإن لك عندى خيرا . قال : وما ذاك ؟ قال : إبى رجل أرتق الكلام . قال : وما رتق الكلام ؟ قال : اذا وجدت فنقا رتقته . قال له : أنا فاعل ذلك ، وإن لم يكن عندك نفع .

पृष्ठ 147