लुघज़ सिश्तार
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
शैलियों
84
هي التي اكتشفت الأدوية الشافية الأولى، وكانت حاذقة في فنون الطب، تمد يد العون لكل جسد عليل يطلب رحمتها، وغالبا ما كانت تظهر في أحلام المرضى لتعطيهم الراحة وتدلهم على سبيل الشفاء، ويقال إن الأعمى كان يبصر والكسيح يمشي بتأثير لمستها الشافية. وقد وصلت قدراتها الشافية حد إقامة الموتى من مضجعهم. ومن بعدها برع ابنها حورس في هذا المجال، فاكتسب منها أسرار الشفاء، وقدم للبشر خدمات جلى.
أما السيدة مريم العذراء فقد حافظت على لقب «سيدة الصحة»،
85
وتدعوها الصلوات المريمية بشافية أسقام النفس وأوجاع الجسد. ويؤمن الناس إلى اليوم بالقدرة الشافية لبعض تماثيل العذراء، كما يروون عن معجزات ظهورها في الحلم لبعض المرضى الميئوس منهم، وشفائها لهم عن طريق اللمس. لمسة الشفاء هذه، يعزوها المعتقد الشعبي الإسلامي إلى السيد «الخضر» فيقولون عن الدواء الشافي الفعال بأنه يشبه لمسة الخضر. واسم الخضر، بفتح الخاء وكسر الضاد، يعني الأخضر، وهي صفة قديمة للإله تموز البابلي ابن الأم الكبرى عشتار، الذي كان من بعدها تجسيدا لروح النبات. وليس الخضر في الواقع إلا استمرارا في الخيال الشعبي لذلك الإله الزراعي، الذي يجدد حياته في كل عام بالموت والبعث، وهو مثله السيد الحي في كل زمان ومكان.
كما كانت الحية رمزا لعشتار الخضراء، روح الإنبات والخصوبة؛ فقد كانت أيضا رمزا لعشتار الشافية؛ ففي سومر يظهر رمز الأفعوانين المتقابلين الملتفين على عصا (الشكل
4-24 ) كرمز لإله الشفاء ننجزيدا (وهو أحد أشكال الإله تموز)؛ وذلك منذ أواسط الألف الثالث قبل الميلاد، وقد انتشر هذا الرمز نحو الهند شرقا منذ زمن مبكر جدا، وقبل اجتياح القبائل الهندو أوروبية، وما زال قائما إلى اليوم في التقاليد الفلكلورية لوسط جنوب الهند وبشكله السومري القديم؛ إذ يعتقد الهنود بقدرة هذا الرمز على إعطاء الخصوبة للنساء العاقرات، فينحت على حجر يغمر مدة ستة أشهر بماء البحيرة لإكسابه قوة الحياة، ثم يخرج فينصب تحت إحدى الأشجار. كما انتشر الرمز غربا نحو اليونان وصار رمزا لإله الطب «أسكليبيوس»،
86
وعند الرومان ارتبط بسنابل القمح كرمز للخصب،
87
अज्ञात पृष्ठ