लुघज़ सिश्तार
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
शैलियों
2-13 ) هو نموذج على ذلك، فيه نجد عشتار البابلية واقفة بكل جمال الأمومية وجلالها، مسندة ثدييها بكفيها في وضع بذل وعطاء. ويبدو هذا العمل وكأنه بالفعل تطوير لتمثال تل المريبط الموضح في الشكل (
2-4 )، والذي تفصله عنه ستة آلاف عام.
شكل 2-13: عشتار البابلية.
إلا أنه رغم التفتت الذي عانته صورة الأم الكبرى على نطاق الدين الرسمي للدولة؛ فقد حافظت على سماتها القديمة داخل مؤسسة العبادة العشتارية، وفي قلوب الناس العاديين الذين تعبدوا للآلهة السماوية تعبد خوف، وتابعوا تعبدهم للأم الكبرى تعبد محبة. ففي سومر التي شهدت أول مجمع لآلهة الذكور برئاسة إله السماء «آن»، الذي ادعى لنفسه معظم خصائص الأم الأولى الخالقة، بقيت أساطير الأم الكبرى وأناشيدها وصلواتها تشير إلى مقامها الذي لا يعلو عليه أحد.
تقول صلاة مرفوعة إلى «إنانا» ربة الطبيعة وخصب الأرض ودورة الزراعة والتكاثر: «سيدة النواميس الكونية، أيها النور المشع، يا واهبة الحياة وحبيبة البشر، أنت أعظم من كبير الآلهة آن، وأعظم من الأم التي ولدتك. يا مليكة البلاد الحكيمة العارفة، يا مكثرة المخلوقات.»
26
وفي ترتيلة لعشتار البابلية نقرأ: «لك الحمد يا أرهب الإلهات، لك الإجلال يا سيدة البشر وأعظم الآلهة. عشتار ما لها في عظمتها قرين، بيدها مصائر الموجودات جميعا. لها الدعاء واسمها الأول بين الأسماء، نافذة شرائعها سامية محكمة. مقامها هو الأعلى، يسعى الآلهة إليها، ظاهرة فوقهم مطاعة الكلمات، مليكة عليهم نافذة الإرادة.»
27
لم تكن إنانا وعشتار الصورتين الوحيدتين اللتين انحلت إليهما صورة الأم السورية الكبرى في وادي الرافدين. إلا أنهما كانتا الصورتين الرئيسيتين اللتين كان لهما عبادة منظمة ومعابد وكهنوت. أما بقية الصور فبقيت صورا ميثولوجية لا تلعب دورا فعليا في الديانة والأساطير الاعتقادية. ففي سومر بقيت صورة الأم الأولى الخالقة على حالها تقريبا دون أن تمسها الأسطورة الذكرية بالتشويه، بل أبعدتها عن مجال العبادة والهيكل الرسمي لمجمع الآلهة. ففي البدء كانت الإلهة «نمو» أصل الكون وأم الجيل الأول من الآلهة. وقد تخيل السومريون
28
अज्ञात पृष्ठ