लुघज़ सिश्तार
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
शैलियों
24
إن عادة دفن الموتى تحت أرضيات بيوت الأحياء لم تكن وقفا على موقع شتال حيوك، بل يبدو أنها كانت عادة شائعة في معظم أنحاء الشرق القديم خلال العصر النيوليتي. ولنا في عادات الدفن في موقع تل المريبط، وموقع أبي هريرة على نهر الفرات وغيرهما أمثلة على ذلك.
25
كما كان من عادات الدفن في بعض المواقع (ونموذجها موقع أريحا) أن تؤخذ جماجم الموتى بعد تحلل الهيكل العظمي، فيعاد تشكيل ملامح أصحابها بواسطة الجص، وتوضع الأصداف في محاجر العيون، ثم تنصب في أمكنة بارزة في البيوت،
26
وهذه الممارسات إنما تدل على إحساس إنسان العصور الحجرية العميق بوحدة الحياة والموت. فالموت لم يكن أمرا بغيضا يتناساه الإنسان ما عاش، ثم يلقاه فجأة إذا ما بلغت روحه الحلقوم، بل هو حقيقة قائمة وحضور دائم، هنا والآن. والخط الفاصل بين العالمين وهم سراب.
ولعلنا واجدون في المعتقدات القمرية القديمة منبعا أساسيا من منابع الاعتقاد بوجهي عشتار المتناقضين والمتعاونين؛ ففي طوره الأول، عندما يرتفع الهلال فوق الأفق الشرقي آخذا بالتزايد حتى الاكتمال، تدير عشتار نحو العالم وجهها المضيء؛ وجه الحياة والخصب والحب. وفي طوره الآخر، عندما يأخذ البدر بالتناقص منحدرا نحو الأفق الغربي، تدير عشتار وجهها الأغبر، فترسل الأمراض والأوبئة الفتاكة والعواصف المدمرة، وتعتلي مركبتها الحربية لتقود المعارك. فإذا ابتلعت القمر بوابة الغرب، انتصبت عشتار السوداء خلفا لعشتار البيضاء فتقبض إليها باليد اليسرى ما أطلقته يدها اليمنى، وتتحول العذراء الطروب الأنثى الجميلة الرقيقة، الأم الواهبة المعطاء، إلى شيطانة مولعة بالقتل، ترسل بأحبابها إلى الموت حيث يحل القبر محل سرير اللذة. في طورها المنير هي التي أنشدت أعذب أغاني الحب: «في الليلة الفاتنة، أنا الملكة، كنت ألتمع في كبد السماء. كنت أرتع في أرجاء السماء وأغني عندما التقاني دوموزي. السيد دموزي التقاني فوضع يده في يدي وعانقني.»
27
وفي طورها المظلم هي التي رمت دوموزي بنظرات الموت، مهيبة بعفاريت العالم الأسفل أن تحمله إلى العالم الأسفل: «فانقضت عليه العفاريت وجرته من ساقيه، فانقطع الراعي عن نفخ نايه ومزماره. ثم ركزت إنانا عليه أنظارها، ركزت عليه أنظار الموت، ونطقت ضده بالكلمة التي تعذب الروح وصرخت في وجهه قائلة: أما هذا فخذوه. وبذلك أسلمت إنانا الطاهرة دوموزي الراعي إلى أيديهم.»
28
अज्ञात पृष्ठ