लुघज़ सिश्तार
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
शैलियों
28
وأفروديت في بعض أشكالها كانت تدعى بأفروديت-بورني؛ أي العاهرة، وكانت حامية للبغاء من كل صنف ونوع. وفي مدينة كورنثة، كانت عاهرات المدينة يعتبرن بمثابة بغاياها المقدسات.
29
وفي ليديا المتأثرة بالثقافة الإغريقية بقي البغاء قائما حتى القرن الثاني الميلادي.
30
إلى جانب هذا النوع من البغاء المقدس الذي كانت تقوم به كل النساء لمرة واحدة، أو لفترة قد تطول أو تقصر من حياتهن، كان في معابد عشتار كاهناتها الدائمات المكرسات على الدوام لإبقاء جذوة الجنس متقدة لا يخبو لها أوار، تماما كشعلة النار التي كانت دائمة الاتقاد في هياكلها. وكن يحظين باحترام المجتمع وتقديره. فها هو الملك الأكادي العظيم «صارغون» مؤسس أول إمبراطورية سامية امتدت من حدود إيران إلى شواطئ المتوسط في أوساط الألف الثالث قبل الميلاد يفخر بأنه ابن بغي مقدسة: «أمي كانت بغيا مقدسة، ولم أعرف لي أبا، وضعتني في سلة وأحكمت غطاءها، ثم أسلمتني للنهر الذي حملني، التقطني آكي، ناظر ماء القرابين وتبناني. رباني حتى شببت فصرت أعنى ببستانه. هناك رأتني عشتار، فأحبتني وجعلتني ملكا.»
31
عشتار في التوراة
تسللت سيدة الحب الجنسي إلى كتاب التوراة العبرانية، وشغلت سفرا كاملا من أجمل أسفاره، ألا وهو نشيد الأنشاد المنسوب للملك سليمان الذي كان طيلة حياته من عبدة الآلهة السورية، وخصوصا عشتاروت (عشتار) وبعليم (بعل). فالسفر بكامله أنشودة حب وعشق دنيوي متقد، مرفوعة إلى عشتار مهما حاول اللاهوتيون إقحام تفسيراتهم الروحية ورموزهم الدينية عليه. إنه واحة عذبة في جدب الشرائع والقوانين البطريركية التي يطفح بها الكتاب. وفي تفسيري، يشكل السفر تردادا لأنشودة خصب عشتارية قديمة تصف لقاء عستارت وأدونيس بعد انقضاء فصل الشتاء وحلول الربيع، خصوصا وأن مشاهد العشق فيها تترافق مع مشهد حياة الأرض بعد انقضاء موسم الأمطار. وهذه منتخبات منه: «كالسوسنة بين الشوك، حبيبتي بين البنات، كالتفاح بين شجر الوعر، كذلك حبيبي بين البنين، تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة في حلقي. أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة. أسندوني بأقراص الزبيب، أنعشوني بالتفاح فإنني مريضة حبا. يساره تحت رأسي ويمينه تعانقني، أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا توقظن الحبيب حتى يشاء ... صوت حبيبي هو ذا آت، طافرا على الجبال قافزا على التلال. حبيبي شبيه بالظبي أو بغفر الأيائل، هو ذا واقف وراء حائطنا: قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي؛ لأن الشتاء قد مضى والمطر مر وزال، الزهور ظهرت في الأرض، بلغ أوان القضب، وصوت اليمامة سمع في أرضنا. قومي يا جميلتي، وتعالي يا حمامتي أريني وجهك، أسمعيني صوتك؛ لأن صوتك لطيف ووجهك جميل ... ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة، عيناك حمامتان من تحت نقابك، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد، أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل، كل واحد متئم وليس فيهن عقيم، شفتاك كسلسلة من القرمز وفمك حلو، خدك كفلقة رمانة تحت نقابك. عنقك كبرج داود المبني للأسلحة، ثدياك كخشفتي ظبية، توأمين يرعيان بين السوسن ... شفتاك يا عروس تقطران شهدا، تحت لسانك عسل ولبن، ورائحة ثيابك كرائحة اللبان. أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، نبع مختوم، أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة، ينبوع جنات، بئر مياه حية، وسيول من لبنان. استيقظي يا ريح الشمال، وتعالي يا ريح الجنوب، هبي على جنتي فتقطر أطيابها، ليأت حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعته يدا صناع، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج، بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن، ثدياك كخشفتين، توأمي ظبية، عنقك كبرج لبنان الناظر نحو دمشق. ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات، قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد، قلت: إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها، ويكون ثدياك كعناقيد الكرم .»
هذا ما جرى به لسان باني هيكل الرب في أورشليم، الذي أعطاه الرب ما لم يعطه لغيره من ملوك الأرض: «أعطيتك قلبا حكيما ومميزا حتى إنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظير، وقد أعطيتك أيضا ما لم تسأله غنى وكرامة، حتى إنه لا يكون رجل مثلك في كل الملوك كل أيامك» (سفر الملك الأول 3: 12-13). هذه الحكمة نفسها هي التي فتحت عين سليمان الداخلية على حكمة الأفعى وسر عشتار: «فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة الصيدونين» (سفر الملوك الأول 11: 5).
अज्ञात पृष्ठ