156
أحبُّ إليَّ؛ لأن المعنى -واللهُ أعلمُ-: قَدَّرَ الخلقَ من الآدميينَ والبهائمِ (١)، فأَلْهَمَهم وهَدَاهم لِمَا يُصْلِحُهم، ومَن قَرَأَ بالتخفيفِ؛ فكأنَّ معناه: والذي قَدَرَ، يريدُ: مَلَكَ، فَهَدَى وأَضَلَّ (٢)، وإن لم يأتِ بـ «أَضَلَّ»، كما قال الشاعرُ: وَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ وَجْهًا ... أُرِيدُ الْخَيْرَ أَيُّهُمَا يَلِينِي أراد: أَيُّ الخيرِ والشرِ (٣) يَلِينِي، وكما قال: ﴿سَرَابِيلَ (٤) تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَاسَكُمْ﴾، وهي تَقِي البَرْدَ كما تَقِي الحرَّ، ولم يَذْكُرِ البَرْدَ. ومِن سورةِ الغَاشِيَةِ * أهلُ الحجازِ وبنو أَسَدٍ يقولون: ﴿مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ﴾، بكسرِ الطاءِ، وتَمِيمٌ: ﴿بِمُسَيْطَرٍ (٥)﴾. والكتابُ بالسينِ، والقراءةُ بالسينِ والصادِ.

(١) في النسخة: «وَالبَهائمَ». (٢) في النسخة: «واضَّلَ». (٣) في النسخة: «أيْ الخيرُ والشَرُّ». (٤) في النسخة: «سَرابيلُ». (٥) في النسخة: «بمسِيْطرٍ».

1 / 156