लुग्हा दीन तक़लीद
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
शैलियों
ولكن الأستاذ الأكبر يعرف جيدا حكم الزمن في تطور التقاليد؛ ولذلك رأيناه يعلن أنه لا يعارض في اشتراك الأزهريين في الأندية الرياضية، ما داموا بعيدين عن حرم الأزهر الشريف.
والحق أن الأزهريين يتحرقون شوقا إلى الاندماج في البيئات المدنية، وسيفضي بهم ذلك الشوق إلى إحدى اثنتين؛ الفناء في تلك البيئات، أو النفرة منها نفرة أبدية يعلنون بها حربا لا صلح بعدها ولا سلام، وفي التقاليد عداوات تشبه عداوات الأجناس.
وقد اتفق لطلبة الأزهر أن مثلوا رواية مجنون ليلى منذ شهرين ليتم لهم ما يريدون من التشبه بطلبة الجامعة المصرية، ولكنهم وقعوا في خطأ سخيف حين مثل أحدهم «ليلى» بلا تحرج ولا حياء.
وما أحب أن أستقري الشواهد على صحة ما أذهب إليه من سعي الطبقات المختلفة بعضها إلى بعض سعيا حثيثا سينتهي بالتلاقي أو الاقتراب.
وكل ما أرجوه أن نظفر من هذا كله بمزاج جديد من التقاليد نصون به الاستقلال، ونأمن به عدوان الفرقة وطغيان الشقاق.
41
ولكن كيف يرى فضيلة الأستاذ المراغي أن طلبة الأزهر يخرجون على الوقار حين يلبسون ملابس اللاعبين؟ وكيف يسكت سعادة لطفي السيد باشا عن ذلك، فلا يصون طلبة الجامعة من التبذل حين يخلعون ملابسهم، ويلبسون أقمصة الألعاب؟
ألا ترون في مذاهب هذين العاهلين شيئا من التنافر والتضاد؟
إن هذه الظاهرة في اختلاف الآراء ترشدنا إلى مسألة خطرة في حياة العادات، هي اختلاف الأزياء، ولا بد لنا من معركة فاصلة نصير بها إلى زي موحد، ونقضي بها على أصل الخلاف بين مذاهب التقاليد في الحياة المصرية.
إن أقمصة الألعاب لا تهتك وقار الأزهريين إلا لأن الناس لم يتعودوا رؤية رجال الدين في غير العمائم والجبب والقفاطين.
अज्ञात पृष्ठ