लुग्हा दीन तक़लीद
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
शैलियों
ومن أمراض الشخصية الاستقلالية في مصر، ما نشهده في المصالح والدواوين من كتابة أسماء الغرف والحجرات بلغة دخيلة تزاحم اللغة القومية، بلا تحرج ولا استحياء، فإن تلك الكلمات تشعرنا دائما بأن لنا في الوطن شركاء، وأن لغتنا لا تملك السيطرة والاستقلال، وقد اتفق أن رأيت في بعض قطارات فرنسا كلمات إنجليزية بجانب الكلمات الفرنسية، فدهشت، ثم سألت عن السر في ذلك، فعرفت أنه لم يقع تلطفا مع الإنجليز، وإنما وقع تألفا للسائحين من الأمريكان، وهو لم يقع إلا في القطارات التي تسيرها الشركات، أما قطارات الدولة فهي كمصالح الدولة، لا تكتب فيها كلمة أجنبية على الإطلاق.
4
قد يقال: وأين نحن من فرنسا؟ ونجيب بأن فكرة الاستقلال خليقة، بأن توحي إلينا التشبه بكرام المستقلين، والذي عرض هذا الموضوع للمباراة لم ينس أن يشير إلى أن للكاتب «مطلق الحرية فيما يبدي من آراء ومقترحات»، وأخشى أن أخون الواجب إن قصرت في تذكير الحكومة بواجبها في الاكتفاء بالكلمات العربية في جميع المصالح والدواوين، ولست أزهد في إرشاد من يفد على دور الحكومة من الأجانب، فأضن عليهم ببعض ما يعرفون من الكلمات، لا، وإنما هي مسألة قومية، لا يفرط فيها إلا من يستهين بما اصطلح عليه الناس من شارات الاستقلال.
ولنفرض أننا نكتب أسماء الغرف والحجرات بكلمات أجنبية لنرشد الأجانب، فكيف يجوز أن نفترض أن الأجانب لا يكونون إلا من الإنجليز؟ إن في الدنيا أمما كثيرة، شرقية وغربية، ولمصر مع الشرق والغرب صلات، فكيف صح عندنا أن الإنجليز هم وحدهم الجاهلون باللغة العربية، وأنهم الخليقون بالعطف والإشفاق؟
ومن المحزن أن هذه البدعة السيئة انتشرت في جميع المدن المصرية، حتى حي الأزهر الشريف، فأمام مسجد الحسين بائع «فول مدمس» زين واجهة المطعم بكلمات إنجليزية.
أتكون الصراحة التي دعانا إليها رئيس الحكومة فرصة لتذكير أولئك الغافلين بأنهم يجرحون القومية ويؤذون الاستقلال!
قلتم: إن التفضيل في المباراة سيكون ل «الرسالة العملية النتائج»، فأسرعوا غير مأمورين بدعوة الموظفين والجمهور إلى احترام اللغة العربية، احتراما يجعلها بلا مزاحم ولا شريك في المصالح والمتاجر والدواوين، ابدءوا أنتم باحترام اللغة في جميع دور الحكومة، وسترون كيف يتبعكم سائر الناس.
5 «اللغة من مقومات الاستقلال؟»
كذلك يقول صاحب الدولة رئيس الوزراء.
إذن ما رأيكم في لغة التعليم؟
अज्ञात पृष्ठ