واعلم أن الفعل على قسمين : لازم ومتعد(77) ، فاللازم : ما يلزم نفس الفاعل ولا يتعدى عنه إلى غيره ، نحو : قام وغضب ، وجاء ، وذهب ، فإذا لم تسم الفاعل ضممت أول هذه الأفعال وكسرت ما قبل آخرها ، فتقول : ذهب بزيد } وجيء يومئذ بجهنم { (78) ونحو ذلك .
وأما المتعدي : فمنه ما يتعدى إلى مفعول واحد ، نحو : ضرب زيد عمرا ، فإذا لم يسم الفاعل قلت : ضرب عمرو وحذفت زيدا وأقمت عمرا مقامه.
ومنه ما يتعدى إلى مفعولين ، نحو: ظننت زيدا عالما، وأعطيت زيدا درهما، ونحو ذلك.
فإذا لم تسم الفاعل قلت : ظن زيد عالما . وأعطي زيد درهما ، ومنه ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، كقولك : أعلم الله زيدا عمرا أخاك ، فإذا لم تسم الفاعل قلت : أعلم زيد عمرا أخاك ، فأقمت المفعول الأول مقام الفاعل .
النوع الثالث : مرفوع بالابتداء نحو : زيد قائم ، فزيد رفع بالابتداء ، وقائم رفع بخبر الابتداء(79) ، والابتداء عامل معنوي لا لفظي .
واعلم أنه قد يحذف المبتدأ من الكلام نحو قوله تعالى : } سورة أنزلناها {(80) (أي : هذه سورة أنزلناها)(81) وكذلك نحو ق ول يعقوب : } فصبر جميل { (82) أي : أمري صبر جميل (83).
النوع الرابع : مرفوع برجوع الهاء إليه نحو قولك : زيد ضربته ، وعمرو(84) أكرمته ، رفعت زيدا وعمرا برجوع الهاء (إليهما ، ولولا الهاء)(85) لكانا منصوبين(86) ، قال الله تعالى : }سورة أنزلناها {(87) . وقال : } أم السماء بناها {(88) فرفع ( السماء ) و( سورة ) لرجوع الهاء إليهما .
النوع الخامس : مرفوع ب (كان) وأخواتها وهي : كان ، وصار ، وأصبح ، وأمسى ، وظل ، وبات ، وما زال ، وما دام وما برح ، وما فتئ ، وما انفك ، وليس ، وما يتصرف منها ، نحو : يكون ويصير ونحوهما(89)، فجميع هذه ترفع الأسماء وتنصب الأخبار ، تقول : كان زيد قائما ، وصار زيد أميرا .. إلى آخره .
النوع السادس : مرفوع ب ( ما ) النافية
كقولك: ما زيد قائما ، فرفعت الاسم تشبيها ب (ليس) على لغة أهل الحجاز(90) ، قال الله تعالى: } ما هذا بشرا { (91) وقال : } ما هن أمهاتهم { (92) .
قال شيخنا رحمه الله تعالى : فإن كان الكلام منقوضا ب (إلا ) نحو ما زيد إلا قائم رفعت الخبر(93) ، قال تعالى : } وما أمر نا إلا واحدة { (94).
पृष्ठ 16