लुबाब फि उलूम किताब
اللباب في علوم الكتاب
74 - رعته الفيافي بعد ما كان حقبة
رعاها وماء المزن ينهل ساكبه
وعلى هذا سمي الطريق لقما وملتقما؛ لأنه يلتقم سالكه، أو يلتقمه سالكه.
وأصله: السين: وقد قرأ به قنبل رحمه الله تعالى حيث ورد، وإنما أبدلت صادا؛ لأجل حرف الاستعلاء وإبدالها صادا مطرد عنده؛ نحو: " صقر " في " سقر " ، و " صلخ " في " سلخ " ، و " أصبغ " في " أسبغ " ، و " مصيطر " في " مسيطر " لما بينهما من التقارب.
وقد تشم الصاد في " الصراط " ونحوه زايا، وقرأ به خلف، وحمزة حيث ورد، وخلاد: الأول فقط، وقد تقرأ زايا محضة، ولم ترسم في المصحف إلا بالصاد، مع اختلاف في قراءتهم فيها كما تقدم.
و " الصراط " يذكر ويونث: فالتذكير لغة تميم، والتأنيث لغة " الحجاز " ، فإن استعمل مذكرا، جمع على " أفعلة " في القلة، وعلى " فعل " في الكثرة، نحو: " حمار " ، و " أحمرة " و " حمر " ، وإن استعمل مؤنثا، فقياسه أن يجمع على " أفعل ": نحو: " ذراع " و " أذرع ".
و " المستقيم " اسم فاعل من استقام، بمعنى المجرد، ومعناه: السوي من غير اعوجاج، وأصله: " مستقوم " ثم أعل كإعلال " نستعين " وسيأتي الكلام [مستوفى] على مادته إن شاء الله - تعالى - عند قوله تعالى
ويقيمون الصلوة
[البقرة: 3].
و " الصراط المستقيم " قال ابن عباس، وجابر - رضي الله عنهما -: هو الإسلام، وهو قول مقاتل، وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما: هو القرآن الكريم، وروي عن علي - رضي الله تعالى عنه - مرفوعا: الصراط المستقيم: كتاب الله تعالى.
अज्ञात पृष्ठ