लुबाब फि उलूम किताब
اللباب في علوم الكتاب
أحدهما: خروج من الخطاب المفتتح به في قوله: " ليلك " ، إلى الغيبة في قوله: " وباتت له ليلة ".
والثاني: الخروج من هذه الغيبة إلى التكلم، في قوله: " من نبأ جاءني وخبرته ".
والجواب: أن قوله أولا: " تطاول ليلك " فيه التفات؛ لأنه كان أصل الكلام أن يقول: " تطاول ليلي "؛ لأنه هو المقصود، فالتفت من مقام التكلم إلى مقام الخطاب، ومن مقام الخطاب إلى الغيبة، ثم من الغيبة إلى التكلم الذي هو الأصل.
وقرىء شاذا: " إياك يعبد " على بنائه للمفعول الغائب؛ ووجهها على إشكالها: أن فيها استعارة والتفاتا:
أما الاستعارة: [فإنه استعير] فيها ضمير النصب لضمير الرفع، والأصل: أنت تعبد، وهو شائع؛ كقولهم: " عساك، وعساه، وعساني " في أحد الأقوال؛ وقول الآخر: [الرجز]
68- يا ابن الزبير طالما عصيكا
وطالما عنيتنا إليكا
فالكاف في " عصيكا " نائبة عن التاء، والأصل: " عصيت ".
وأما الالتفات: فكان من حق هذا القارىء أن يقرأ: " إياك تعبد " بالخطاب، ولكنه التفت من الخطاب في " إياك " إلى الغيبة في " يعبد " إلا أن هذا الالتفات غريب؛ لكونه في جملة واحدة، بخلاف الالتفات المتقدم؛ ونظير هذا الالتفات قوله: [الطويل]
69- أأنت الهلالي الذي كنت مرة
अज्ञात पृष्ठ