लुबाब फि उलूम किताब
اللباب في علوم الكتاب
وهاهنا سؤالات:
السؤال الأول: كون الشيء هدى ودليلا لا يختلف بحسب شخص دون شخص فلماذا جعل القرآن هدى للمتقين فقط؟ وأيضا فالمتقي مهتدي؟ والمهتدي لا يهتدي ثانيا، والقرآن لا يكون هدى للمتقين؟
والجواب: أن القرآن كما أنه هدى للمتقين، ودلالة لهم على وجود الصانع، وعلى صدق رسوله، فهو أيضا دلالة للكافرين؛ إلا أن الله تبارك وتعالى ذكر المتقين مدحا ليبين أنهم هم الذين اهتدوا، وانتفعوا به كما قال:
إنمآ أنت منذر من يخشها
[النازعات: 45] وقال:
إنما تنذر من اتبع الذكر
[يس: 11].
وقد كان عليه الصلاة والسلام منذرا لكل الناس، فذكر هؤلاء الناس لأجل أن هؤلاء هم الذين انتفعوا بإنذاره.
وأما من فسر الهدى بالدلالة الموصلة إلى المقصود، فهذا السؤال زائل عنه؛ لأن كون القرآن موصلا إلى المقصود ليس إلا في حق المتقين.
السؤال الثاني: كيف وصف القرآن كله بأنه هدى، وفيه مجمل ومتشابه كثير، ولولا دلالة العقل لما تميز المحكم عن المتشابه، فيكون الهدى في الحقيقة هو الدلالة العقلية لا القرآن؟
अज्ञात पृष्ठ