लुबाब फि उलूम किताब
اللباب في علوم الكتاب
[الصافات: 47] قلنا: لأنهم يقدمون الأهم، وهاهنا الأهم نفي الريب بالكلية عن الكتاب.
ولو قلت: " لا فيه ريب " لأوهم أن هناك كتابا آخر حصل فيه الريب لا هاهنا، كما قصد في قوله تعالى
لا فيها غول
[الصافات:47] تفضيل خمر الجنة على خمر الدنيا، بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها خمر الدنيا. فإن قيل: من أين يدل قوله: { لا ريب فيه } على نفي الريب بالكلية؟ قلنا القراءة المشهورة توجب ارتفاع الريب بالكلية، والدليل عليه أن قوله: " لا ريب " نفي لماهية الريب؛ ونفي الماهية يقتضي نفي كل فرد من أفراد الماهية؛ لأنه لو ثبت فرد من أفراد الماهية لثبتت الماهية، وذلك مناقض نفي الماهية، ولهذا السر كان قولنا: " لا إله إلا الله " نفيا لجميع الآلهة سوى الله تعالى.
وقرأ أبو الشعثاء: " لا ريب فيه " بالرفع، وهو نقيض لقولنا: " ريب فيه " ، وهذا يفيد ثبوت فرد واحد، وذلك النفي يوجب انتفاء جميع الأفراد، فيتحقق التناقض.
والوقف على " فيه " هو المشهور.
وعن نافع وعاصم أنهما وقفا على " ريب " ، ولا بد للواقف من أن ينوي خبرا، ونظيره قوله:
لا ضير
[الشعراء: 50] وقول العرب: " لا بأس ".
واعلم أن الملحدة طعنوا فيه وقالوا: إن عني أنه لا شك فيه عندنا، فنحن قد نشك فيه، وإن عني أنه لا شك فيه عنده فلا فائدة فيه.
अज्ञात पृष्ठ