लुबाब फि उलूम किताब
اللباب في علوم الكتاب
संपादक
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
प्रकाशक
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
संस्करण संख्या
الأولى، 1419 هـ -1998م
الثالث مرفوعته، وهذا ليس بشيء؛ لأن الياء في حالة الرفع، ليست تلك الياء التي في حالة النصب والجر؛ لأن الأولى للمتكلم، وهذه المخاطبة المؤنثة.
وقيل: بل يشاركه لفظ هم؛ تقول: «هم نائمون» و «ضربتهم» و «مررت بهم» ، ف «هم» مرفوع المحل، ومنصوبه، ومجروره بلفظ واحد، وهو للغائبين في كل حال، وهذا وإن كان اقرب من الأول، إلا أنه في حالة الرفع ضمير منفصل، وفي حالة النصب والجر ضمير متصل.
فافترقا، بخلاف «نا» فإن معناها لا يختلف، وهي ضمير متصل في الأحوال الثلاثة.
و «الصراط» مفعول ثان، و «المستقيم» صفته، وقد تبعه في الأربعة من العشرة المذكورة.
وأصل «هدى» أن يتعدى إلى الأول بنفسه وإلى الثاني بحرف الجر، وهو إما: «إلى» أو «اللام» ؛ كقوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} [الشورى: 52] ، {يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: 9] ثم يتسع فيه، فيحذف الجر، فيتعدى بنفسه، فأصل «اهدنا الصراط» : إهدنا للصراط أو إلى الصراط، ثم حذف. والأمر عند البصريين مبني وعند الكوفين معرب، ويدعون في نحو: «اضرب» ، أن أصله: «لتضرب» بلام الأمر، ثم حذف الجازم، وتبعه حرف المضارعة، وأتي بهمزة الوصل؛ لأجل الابتداء بالساكن، وهذا مما لا حاجة إليه، وللرد عليهم موضع يليق به. ووزن «اهد» «افع» ؛ حذفت لامه، وهي الياء حملا [للأمر على المجزوم، والمجزوم تحذف] منه لامه إذا كانت حرف علة.
ومعنى الهداية: الإرشاد أو الدلالة، أو التقدم. ومنه هواد الخيل لتقدمها. قال امرؤ القيس: [الطويل]
70 -
فالحقنا بالهاديات ودونه ... جواحرها في صرة لم تزيل
أي: المتقدمات الهادية لغيرها.
أو التبيين؛ نحو: {وأما ثمود فهديناهم} [فصلت: 17] أي: بينا لهم؛ ونحو: {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50] ، أي: ألهمه لمصالحه.
أو الدعاء؛ كقوله تعالى {ولكل قوم هاد} [الرعد: 7] ، أي داع.
पृष्ठ 204