Love of the Messenger Between Following and Innovation

Abdel Raouf Mohamed Othman d. Unknown
71

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

प्रकाशक

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٤هـ

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد، فكل هذا من قلة الأدب معه ﷺ وهو عين الجرأة) (١) . ومن الأدب مع الرسول ﷺ وتعظيمه: التأدب في الحديث معه والحديث عنه. وذلك باختيار أحسن الألفاظ وأعذبها، وأرق المعالي وألطفها، وتجنب كل ما فيه جفاء أو إساءة أدب مع الرسول ﷺ وتنزيه مقام النبوة والرسالة من كل عيب أو نقص ينافي عصمته ﷺ. لأجل هذا نهى الله المؤمنين عن الجهر بالقول لرسول الله ﷺ، كما نهاهم عن مخاطبته كما يخاطب بعضهم بعضا كما سبق آنفا. لما فيه من الجفاء والإيذاء له. ومن هذا الباب قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٠٤] (٢) . فنهى الله المؤمنين أن يقولوا لنبيه ﷺ (راعنا) لما فيها من احتمال معنى: ارعنا نرعاك على سبيل المقابلة كما يقال حادثنا وجالسنا، نحادثك ونجالسك. فكأنهم لا يرعونه إلا برعايته لهم. بل حقه ﷺ أن يرعى على كل حال، أو يكون معناها: ارعنا معك حتى نفهمك وتفهم عنا (٣) وكلا المعنيين فيه جفاء لا يليق بمقام النبوة. وقيل نهوا عن ذلك لما فيه من التشبه باليهود لأنهم كانوا يورون بهذه الكلمة عن الرعونة فنهي المسلمون عن قولها قطعا للذريعة، ومنعا للتشبه بهم في قولهم (٤) . وعلى ذلك فكل كلام يشعر بالجفاء وإن لم يقصده المتكلم- لا يجوز أن يخاطب به الرسول ﷺ أو يتحدث به عنه لما في ذلك من إيذائه ﷺ وإذهاب هيبته من النفوس.

(١) مدارج السالكين، ٢ / ٣٩٠. (٢) سورة البقرة، آية (١٠٤) . (٣) انظر. تفسير الطبري، تحقيق محمود وأحمد محمد شاكر، طبع دار المعارف مصر، ٢ / ٤٦٣ - ٤٦٦. (٤) انظر. الشفا للقاضي عياض، ٢ / ٣٧. وتفسير ابن كثير، ١ / ١٤٨- ١٤٩.

1 / 76