ثم بغضب: هرب الأوغاد ، كيف بعد ذلك أستقر؟! - كم عددهم؟ - ثلاثة. - طوبى للدنيا إذا اقتصر أوغادها على ثلاثة. - هم كثيرون، ولكن غرمائي منهم ثلاثة. - إذن لم يهرب أحد. - لست مسئولا عن الدنيا! - أنت مسئول عن الدنيا والآخرة!
ونفخ لنفاد صبره؛ فقال الشيخ: الصبر مقدس تقدس به الأشياء!
فقال سعيد بغم: بل المجرمون ينجون ويسقط الأبرياء!
فتساءل الشيخ وهو يتنهد: متى نظفر بسكون القلب تحت جريان الحكم؟
فأجاب سعيد: عندما يكون الحكم عادلا. - هو عادل أبدا.
فحرك سعيد رأسه في غيظ مغمغما: هرب الأوغاد، وا أسفاه!
فابتسم الشيخ ولم ينبس، فقال سعيد بنبرة جديدة يمهد بها لتغيير مجرى الحديث: سأنام ووجهي إلى الجدار، لا أود أن يراني أحد ممن يزورونك، إني ألجأ إليك فاحفظني!
فقال الشيخ برحمة: التوكل ترك الإيواء إلا إلى الله.
فسأله بإشفاق: هل تتخلى عني؟ - معاذ الله!
فتساءل في يأس: هل في وسعك بكل ما أوتيت من فضل أن تنقذني؟ - أنت تنقذ نفسك إن شئت!
अज्ञात पृष्ठ