Linguistic Miracles in Texts from the Revelation - Lectures
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات
शैलियों
وإنما قال لا يضيع أجر المصلحين فهذا يدل على أن هؤلاء من المصلحين فالمصلحين أعمّ فدخل فيه هؤلاء ودخل غيرهم فصار في زمرة الأعم، فشمل هؤلاء وشمل غيرهم من عموم المصلحين. (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (٩٨) البقرة) لم يقل عدو لهم فأفاد أن هؤلاء كافرون والآية تشمل كل الكافرين، هؤلاء دخلوا في زمرة الكافرين ولا تختص عداوة الله تعالى لهؤلاء وإنما لعموم الكافرين فأفاد أمرين أن هؤلاء كافرين وأن عداوة الله لا تنحصر بهم ولكن بكل كافر. وهنا قال (ولله ميراث السموات والأرض) لم يقل ميراث أموالكم هؤلاء دخلوا في العموم. وقدّم الجار والمجرور (لله) أنها ستؤول إليه حصرًا وإذا قال ميراث السموات والأرض لله ليس فيها قصر ولا حصر. التقديم عندنا شكلين: يقدم على العامل وتقديم على غير العامل. مثلًا تقديم الخبر على المبتدأ (ولله ميراث السموات والأرض) ميراث مبتدأ و(لله) لفظ الجلالة خبر مقدّم وهذا من باب جواز التقديم وليس من باب الوجوب لأن ميراث السموات والأرض معرفة مضافة إلى معرفة وليست نكرة تقديم الخبر على المبتدأ يسمونه من باب تقديم المعمول على العامل وهذا التقديم يفيد التخصيص أو الاهتمام حسب السياق. قد يفيد القصر كما في قوله (إياك نعبد) وأصلها نعبدك. هنا قال تعالى (ولله ميراث السموات والأرض) هذا اهتمام هو ستؤول إليه حصرًا ولا تؤول إلى جهة أخرى مع الاهتمام.
1 / 187