لا يعزيني قولهم إن هذا العدم الذي نخاف أن نصير إليه هو مثل العدم الذي كنا فيه، فإذا كنا لا نخاف من الأول، فلماذا نخاف من الثاني.
لا يعزيني قولهم إن الموت ليس برديء، وإنما الرديء هو الخوف منه.
لا يعزيني قولهم إن الحزن غير طبيعي ولا ضروري.
لا يعزيني قولهم إن ألم الموت لا يزيد عن ألم الأمراض التي تتقدمه، وتؤدي إليه، وأن الحي إذا حل به الموت بطل حسه وألمه، نعم ولكن أهله يحسون ويتألمون، فإذا أبطلتم حس الميت فأبطلوا حس الحي لو كنتم تقدرون.
ومع هذا لم نر، ولم نسمع أن هذه الفلسفة هونت الموت على أحد، حتى الفلاسفة أنفسهم، وإذا كانت تهونه فهل كل الناس فلاسفة؟ •••
لا يعزيني أن ألجأ إلى خيال الشعراء: أن أنظر إلى مكانك، فأتخيل أني أراك.
أن أروح وأجيء، فأتخيل أنك معي.
أن أتمثلك في ندى الصباح، في زهر الحديقة، في نجوم السماء، في كل معنى لطيف رائق، في كل شكل أو لون جميل رائع.
أن أسمعك في زقزقة العصافير، وبغام الظباء، وسجع الحمام، وهينمة النسيم.
أن أتناول التلفون فأتخيل أني أخاطبك، وأني أسمعك وأنك تسمعينني.
अज्ञात पृष्ठ