Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish
دروس الشيخ محمد الدويش
शैलियों
طول النفس وعدم اليأس
الأمر الرابع: طول النفس وعدم اليأس: أحيانًا بعض الشباب عندما يسمع هذا الكلم يتفاءل، ويقول: إن شاء الله اليوم الأحد، فيوم الأحد القادم تريد أن تتغير المدرسة كلها، هذا ليس معقولًا، ولا بعد سنة أو سنتين، لا، يجب أن نكون أناسًا عندنا طول نفس، من طول النفس الذي أريده أنك تقول كلمة، وتنتظر أثرها بعد أربع سنوات، وممكن هذا، قد تقول كلمة لإنسان وتبقى تنمو وتنمو مثل البذرة وبعد ذلك تؤتي أكلها.
وقد تقول كلمة ولا تجد ثمرتها إلا يوم القيامة عندما يثيبك الله على عملك، فلا تيأس أبدًا، وكن إنسانًا طويل النفس، ونحن قلنا: لو نجتمع في المدرسة أربعين طالبًا وخمسة أساتذة، وننفق وقتنا كله، ويهتدي على أيدينا ثلاثة طلاب، فأعتبر أننا حققنا مكسبًا كبيرًا، وتقدمنا خطوات، وأظن أننا قادرون على أن نحقق أضعاف أضعاف هذه النتائج.
ثم هناك نتائج ما تستطيع أن تقيسها، فمثلًا الأستاذ عندما يقول كلمة لمائة وعشرين طالبًا لا يدرك أثر هذه الكلمة، فلها آثار قد تمتد خارج أسوار المدرسة، فقد تجد من الطلاب من يتحمس لأفكارك، وينقل أفكارك للناس الآخرين.
وأنت -يا أخي الطالب- قد تعطي زملاءك الشريط وانتهت العملية، فلا تدري عن أثر هذا الشريط عليهم، لكن له أثر، فقد يؤثر على شخص آخر خارج المدرسة، هذا ما استفاد، لكنه ترك الشريط في السيارة فسمعه فلان من الناس أو أعطى زميله أو صديقه أو أعطاه أخيه، فسمعه فهداه الله ﷿.
فأقول: لا تيأس أبدًا، أو تستعجل النتائج.
هذه بعض الأفكار وبعض المقترحات، وكما ترون ليس فيها شيء جديد، لكن أنا أقول -يا شباب- وأوجه حديثي للأساتذة ابتداءً، وللطلاب جميعًا: إننا مسئولون، والدور الأساسي الذي يجب أن نعتني به هو داخل أسوار هذه المدرسة، أن يشعر كل أستاذ وكل طالب أن له دورًا مهمًا وأساسيًا هو نشر هذا الخير، ونشر هذه الدعوة، وعندما ندرك هذه المسئولية أجزم أننا سنستطيع أن نصنع الكثير، وسنستطيع أن نفيد كثيرًا، لكن المشكلة أن الأستاذ أحيانًا يشعر أن دوره محصور داخل الطلاب الذين يشاركون معه في الجمعية فقط، والطالب يشعر أن دوره مع زملائه فقط في الجمعية وفي حلقة القرآن، أما القطاع العام فليس لنا دور تجاهه، بالعكس فهؤلاء أكثر وأحوج إلى جهدنا وإلى طاقاتنا.
أقول: عندما نعتني بالقضية سنكتشف وسائل، ونبتكر أساليب، ونستطيع أن نصنع الكثير الكثير، لكن عندما تكون القضية فعلًا هما يعنينا ونعتني به جميعًا.
أسأل الله ﷿ أن يوفقنا وإياكم لطاعته، وأن يجنبنا وإياكم أسباب معصيته وسخطه، ويرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح.
1 / 38