208

Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair

دروس الشيخ عبد الكريم الخضير

शैलियों

يعني هل إذا جاء شاهد مثل مالك، أو راوي في سند من أسانيد الحديث نبحث عنه في كتاب الرجال؟ ماذا قالوا عنه؟ ما نحتاج إلى هذا، الاستفاضة والشهرة تكفي في مثل هذا، لكن من جهلت عدالته الباطنة لا بد له من الخبرة، لا بد من أن يشهد له ذو خبرة، المقصود أن معنى التزكية المنهي عنها هي مدح النفس، ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾ [(٣٢) سورة النجم] النفس تتشرف وتشرأب إلى المدح، فإن وجد من غيرها فرحت به، وإن لم يوجد بعض الناس لا يصبر، إذا لم يمدح مدح نفسه، وهذا من الضعة بمكان عظيم؛ لأن الناس ينفرون من تزكية النفس، الواحد إذا مدح نفسه نفر الناس عنه، ومع ذلك يقدم بعض الناس بكل صفاقة يمدح نفسه، ويثني عليها، ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [(٣٢) سورة النجم] قد يحتاج الإنسان إلى ذكر بعض محاسنه، لاسيما إذا ظُلم، ابن عمر ﵄ لما وصف بالعي قال: "كيف يكون عييًا من في جوفه كتاب الله؟! " ويحتاجون للمدح أحيانًا في مقابلة الذم بغير حق، دفاعًا عن النفس، لا لذات النفس، ولا لحظ النفس، إنما ليقبل ما يصدر عن هذه النفس، لو أن عالمًا ذُم على الجميع أن يدافع عنه، يدافع عن عرضه، لكن عليه أيضًا أن يبين ما يبطل هذا الذم، ولو كان في فحواه ما يقتضي المدح، ﴿لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ﴾ [(١٤٨) سورة النساء] فمثل هذا لا يدخل في النهي، بعض الناس يحب أن يمدح ويزكى ويثنى عليه، فإن كانت محبته للثناء عليه بما ليس فيه، وما لم يفعله فهو مذموم قولًا واحدًا، ﴿وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ﴾ [(١٨٨) سورة آل عمران] أما إذا مدح إذا كان يحب أن يمدح ويثنى عليه بفعله فهذا محل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يطرد، ويقول: حب الثناء مذموم على كل حال، ومنهم من يفهم من آية آل عمران أنه لا يدخل في الذم، وعلى كل حال مدح النفس، ومحبة الثناء والمدح خدش في الإخلاص، وقد تقضي عليه، ولذا يقول الإمام ابن القيم ﵀ في كتاب الفوائد: "إذا حدثتك نفسك بالإخلاص فاعمد إلى حب المدح والثناء

9 / 4