257

Lessons from Sheikh Abdul Rahman Al-Mahmoud

دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود

शैलियों

أدلة مرتبة العلم
أدلة الإيمان بمراتب القدر الأربع كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسوله ﷺ.
فمرتبة العلم أدلتها كثيرة.
يقول الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام:٥٩].
وورد عن النبي ﷺ أنه سئل عن بعض المغيبات، فذكر أن هناك أمورًا خمسة من أمور الغيب لا يعلمها إلا الله تعالى، فالرسول ﷺ -وهو رسول الله- لا يعلم إلا ما أعلمه الله.
ففي هذه الآية: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ)، دلالة على أن العلم عند الله، وإذا أراد تعالى أن يعلم أحدًا من خلقه أعلمه ببعض علمه، ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن:٢٦ - ٢٨].
ومع ذلك فالنبي ﷺ كان يسأل أحيانًا فيجيب بقوله: (الله أعلم) كما سئل عن أطفال المشركين فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
فالأدلة على إثبات علم الله تعالى كثيرة جدًا وواضحة في كتاب الله العزيز.
ومن السنة ما ورد عن النبي ﷺ في حديث عمران بن حصين ﵁ قال: (جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! أَعُلِم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم، قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له) أي: قد علمهم الله ﷾، وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه.
وعن علي ﵁ وأرضاه قال: (كان رسول الله ﷺ ذات يوم جالسًا وفي يده عود ينكت به -يعني: يخط به أو يحرث به- فرفع رأسه فقال: ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار، قالوا: يا رسول الله! ففيم العمل أفلا نتكل؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ [الليل:٥ - ٦] إلى قوله: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل:١٠])، وهذا الحديث أيضًا في صحيح مسلم.

11 / 16