291

Lessons by Sheikh Yasser Burhami

دروس للشيخ ياسر برهامي

शैलियों

استمرار سنة الصراع بين الرسل وأقوامهم
يخبر الله ﷾ عن غناه وحمده الذي ذكر موسى به قومه والناس جميعًا، فقال: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ * أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [إبراهيم:٨ - ٩].
وهذا إما خطاب من موسى ﵊ لقومه، أو كلام مستأنف وهو خطاب من الله ﷿ لمن كان معاصرًا للنبي ﷺ ولمن بعده: «أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ»، كم من الأجيال والقرون مضت؟! وكم من العقوبات نزلت؟! وكم من الناس تصارعوا؟! وكل ذلك أين هو الآن؟! كما رحلوا هم سنرحل نحن أيضًا وسيرحل أعداؤنا، وسنقف جميعًا بين يدي الله ﷾، نحن وإياكم سنموت؛ فما أفلح عند القيامة من ندم.
قال تعالى: «وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ»، أي: النسابون يعلمون من بعد هؤلاء على وجه اليقين؛ ولذلك نفوض علمهم إلى الله ﷾، ولكن الفائدة ليست في الأشخاص والأمكنة والأزمنة، ولا عدد القرون، ولكن الفائدة هي في طبيعة هذا الصراع الذي دار وحصل ويحدث مثله في كل عصر وفي كل حين.

24 / 5