182

Lessons by Sheikh Yasser Burhami

دروس للشيخ ياسر برهامي

शैलियों

أهمية الزاد الإيماني في زمن المواجهة
قال الله ﷾: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور:٥٥].
وهذه آيات بينات من الله، والمسلمون يحتاجون إلى أن يسمعوها ويحفظوها ويوقنوا بما تضمنته، فالله تعالى يقول: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» ولا بد من أن نزداد إيمانًا ونزداد عملًا صالحًا، وليس ذلك في أرض يمكن أن تقع فيها مواجهة أو قتال، بل في كل أجزاء الأرض، فإن المواجهة -في الحقيقة- قائمة، فنحن نحتاج إلى أن نقرأ القرآن، وأن نصلي بالليل، وأن ندعو الله ﷿ بالأسحار، وبين الأذان والإقامة، ونزداد عملًا صالحًا ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا، وندعو إلى الله، ونبين الحق، ونتعلم العلم، ونعمل بما علمنا؛ لأن ذلك هو الذي يقربنا إلى الله، وكلما ازددنا إيمانًا ازدادت دعواتنا أثرًا، فيغير الله بها وجه الأرض، ويغير الله ﷾ بها موازين القوى، وإن اليقين بلقاء الله والشوق إلى لقائه مما يغير الله به الموازين، قال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:٢٤٩]، فاليقين بلقاء الله يجعل الموازين عند الناس تختلف، ويجعل شعورهم بقرب النصر أعظم، ولو كانت الفئة المسلمة قليلة؛ لأن ذلك لا يكون بعدد وعدة، وإنما بإذن الله ﷾.

15 / 16