بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مُوجد الخلق ومبدئه ومبقيه ما شاء ومفنيه، وصلى الله على سيدنا محمد وأقربيه.
قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب إنما هو على ما أحاط به حفظي، وفوق كل ذي علم عليم.
1 / 27
(١)
باب
ليس في كلام العرب: فعل يفعل مما ليس فيه حرف الحلق عينًا ولا لامًا إلا عشرة أحرف: أبى يأبى،
1 / 28
وقَلى يقلَى، وجبى يجبى: جمع الماء في الحوض، وسلى يسلى، وخظا يخظى، إذا سمن، من قولهم: لحمه خظًا بظًا كظًا، وغضضت تغض، وبضضت تبض، وقنط يقنط، وغسى الليل يغسى، إذا أظلم، وركن يركن، ولم يحك سيبويه إلا حرفًا واحدًا، وهو أبى يأبى، لأنه بلا خلاف، والبواقي مختلف فيها.
1 / 29
(٢)
باب
ليس في كلام العرب: واوٌ وياءٌ يجتمعان، والأول ساكن في غير التصغير والمُلين من الهمزة إلا مدغمًا نحو قولهم: يوم وأيام، وأصله أيوامٌ، وكويت الدابة كيًّا، وأصله كويًا، إلا أربعة أحرف: خيوان: قبيلة، وحيوة: اسم رجل، وعوى الكلب عوية واحدة، وضَيونٌ؛ وهو الخيطل: ذكر السنانير.
فأما أُسيود في تصغير أسود فإنه يطرد في نظيره لعلة، وكذلك رويَا إذا لُينت همزتها، ومثله: رُوية.
1 / 30
(٣)
باب
ليس في كلام العرب: فعل يفعل فِعلًا إلا سحر يسحر سحرًا والسحر يكون حلالًا وحرامًا، يقال: فلان ساحر العينين؛ أي فتان، وفلان يسحر الناس بظرفه، والساحر: العالم الفَهِمُ، كقوله تعالى: ﴿يا أيها الساحر ادع لنا ربك﴾ يعني: العالم الفهم.
1 / 31
(٤)
باب
ليس في كلام العرب: اسمٌ على فعال ليس بمصدر إلا كلمة واحدة، وهي قولهم: أدخل الفعال في خرت الحدثان، والحدثان: فاس له رأس واحد، والفعال: خشبة الفأس، فأما المصادر فإنها تطرد على الفعال في باب فاعل، نحو: ضارب مُضاربة وضِرابًا.
1 / 32
(٥)
باب
ليس في كلام العرب: أصرفت إلا في موضع واحد، وهو قولك: أصرفت القوافي، إذا أقويتها، ويُنشد لجرير:
قصائد غير مُصرفة القوافي ... فلا عِيًّا بهن ولا اجتلابا
1 / 33
فأما سائر الكلام فصرفت، قال الله تعالى: ﴿ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم﴾ وصرف ناب البعير، والجمل يصرف نابه نشاطًا، والناقة كلالًا وإعياءً.
1 / 34
(٦)
باب
ليس في كلام العرب: المصدر للمرة إلا على فعلة، نحو: سجدت سجدة واحدة، وقمت قومة واحدة، إلا حرفين: حججت حجة واحدة، بالكسر ورأيته رُؤية واحدة، بالضم، وسائر الكلام بالفتح، فأما الحال فمكسور لا غير: ما أحسن عمته وركبته، وحدثني أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: رأيته رأية واحدة، بالفتح، فهذا على أصل ما يجب.
1 / 35
(٧)
باب
ليس في كلام العرب: كلمة تامة حروفها كلها من جنس واحد فأدغم استقلالا، إلا حرفين، غلام بَبَّةٌ، أي سمين، وأنشد:
لأنكحن ببه ... جارية خدبه
تَبُذُ أهل الكعبه
1 / 36
والحرف الثاني: قول عمر بن الخطاب ﵁: (لئن بقيت إلى قابل لأجعلن الناس بَبَّابًا واحدًا).
1 / 37
أساوي بينهم في الرزق والأعطيات.
1 / 38
(٨)
باب
ليس في كلام العرب: فعَل يفعُل، مما فاؤه واو، إلا حرفًا واحدًا ذكره سيبويه، وهو وَجَدَ يَجُد قال جرير:
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة ... تدع الصوادي لا يجدن غليلا
1 / 39
فقال: وَجَدَ يَجُدُ، وقياسه أن يجيء على يفعل مثل: وزن يَزِنُ، ووعد يَعِدُ.
1 / 40
(٩)
باب
ليس في كلام العرب: واو وقعت بين ياء وفتحةٍ، وليس فيه حرف واحد من حروف الحلق فسقطت إلا حرفًا واحدًا وهو يَذَرُ، والأصل يَوْذَرُ.
وقياس الواو إذا وقعت بين ياء وفتحة أن تثبت، مثل: يوحل، ويَوْجَل، فإن وقعت بين ياء وكسرة سقطت، مثل: يزن، ويعد، وأصله يوزن، ويوعد، وإنما جاز ذلك لأنهم بنوا يذر على يدع، إذ كان لا ينطق منهما بفعل، ولا فاعل، ولا مفعول، ولا مصدر، فاعرف ذلك.
1 / 41
(١٠)
باب
ليس في كلام العرب: فَعِلَ يفعلُ بكسر العين في الماضي والمستقبل من الصحيح إلا ثلاثة أحرف:
1 / 44
نَعِمَ ينعِمُ، ويبس ييبس، ويئس ييئس، وقد يجوز فيهن الفتح وسمع، فأما المعتل فيجيء كثيرًا، نحو: ورث يرث، وورم يرم، وومق يَمِقُ، ووفِق يفق، وولى يلى.
1 / 45
(١١)
باب
ليس في كلام العرب: اسم جاء على ألفاظ الأفعال كلها إلا اسما واحدًا، وهو قولنا: إصبع، مثل: اذهب، وإصبِعٌ، مثل: اضرب، وأَصْبَع، مثل: أكرم، وأَصْبِعٌ، مثل أكْرمْ، وأُصبَعٌ، مثل أُكْرَمُ، وأصْبِعٌ، مثل: أُكْرِمً، وزاد سيبويه، إِصْبُعٌ، وهذا غريب، لأنه ليس في كلامهم إفعُلٌ غيره، ولله على فلان إصبع حسنة، أي نعمة ضافية، وأنشد:
من يجعل الله عليه إصبعا ... في الشر أو في الخير يلقاه معا
وأما قولهم: إن العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن فمعناه: نِعَمُهُ وحُسْنُ آثاره.
1 / 46
(١٢)
باب
ليس في كلام العرب: اسم على مَفْعُلِ إلا أربعة: مَكْرُمٌ ومعْوُن وميسر ومألك، وهي الرسالة.
قال عدي:
أبلغ النعمان عني مألكا ... أنه قد طال حبسي وانتظاري
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغضبان بالماء اعتصاري
1 / 47
وزعم سيبويه أنه ليس في كلام العرب مَفْعُلٌ وقد حكيت هذه الأربعة، فلقائل أن يقول: ليست على مفعل، فمكرم جمع مُكْرُمَةٍ، ومعون جمع معونة، ومألك جمع مألكة، وميسر جمع ميسرة، ووجدت في القرآن حرفا، قرأ عطاء: (فنظرة إلى مَيْسُرِهِ) الهاء هاء كناية.
1 / 48