6
أمام باب الدار وجد رجب الحمال في انتظاره .. تقدم منه حاني الرأس، وقال: مولاي .. لدي ما أقوله.
فقاطعه بحدة: اغرب عن وجهي .. أهذا وقت كلام يا غبي؟
فقال الحمال بإلحاح: حلمك يا سيدي .. إنها جريمة قتل .. الجثة خارج البوابة، والتأجيل حرام.
انتبه الرجل إلى قوله متسائلا: أي جريمة؟ .. وما دخلك فيها؟
فقص عليه القصة بسرعة ولهوجة والآخر يتابعه باهتمام متزايد.
7
مع أول شعاع للنور حمل الصندوق إلى بهو دار الإمارة .. أحدق به سليمان الزيني والمعين بن ساوي ورجب الحمال .. قال كبير الشرطة بحزن: اهتديت إلى مكان قوت القلوب وجئت بها، ولكنها للأسف جثة هامدة!
ارتجف سليمان الزيني رغم رزانته تحت ضغط عواطفه .. فتح المعين بن ساوي الصندوق .. انحنى فوقه الزيني بوجه يطفح بالحزن مغمغما: «إنا لله وإنا إليه راجعون» .. أغلق المعين الصندوق وهو يتمتم: أطال الله بقاءك وهون من أحزانك.
صاح سليمان: الويل للمجرم .. اكشف لي الأسرار التي أطاحت بسعادتي. - مولاي .. ما زال اللغز لغزا .. كيف غادرت الدار؟ أين قتلت؟ من قتلها؟ إليك يا مولاي شهادة تطوع بها هذا الحمال.
अज्ञात पृष्ठ