أهلًا وسهلًا بكَ من مُؤٍنسٍ ... ينظر عن ظرف الرَّشا النَّافرْ
رَدَدْتَ بالقُرب زمانَ الصّبا ... وطيبَ عيش السَّالف النّاضرْ
وعيشة ولَّت على حاجرِ ... جاد الحيا السَّكب ربُى حاجرْ
فكدت أطير فرحًا وسرورًا، ولو لم أتماسك لصرت مثلًا مشهورًا، وتضاعفت محبتي لصديقي، وصار أنفس من نفسي فضلًا عن شقيقي، وعذُبَ كلامه في مسمعي وحلا، وأزال عن القلب الهَمَّ وجلا، وهزني وأطربني بطيب حديثه، وأنساني ما لقيت من قديم النصب وحديثه:
رسولَ الرِّضا أهلًا وسهلًا ومرحبا ... حديثُكَ ما أحلاهُ عندِي وأطيَبا
ويا مُحسنًا قد جاَء مِنْ عِنْدِ مُحسنٍ ... ويا طَيِّبًَا أهدى مِنَ القَوْلِ طيَّبَا
ويا حاملًا مَّمنْ أُحبُّ سلامَهُ ... عليكَ سلامُ الله ما هَبَّت الصبَّا
لقد سرَّني ما قد سمعتُ من الرِّضا ... وقد هَزَّني ذاك الحديثُ وأطرَبا
وبَشَّرْتَ باليوم الذي فيه نلتقي ... ألا إنَّه يومٌ يكونُ لَهُ نَبَا
ستكفيكَ مِنْ ذاك الُمسمَّى إشارةٌ ... ودَعْهُ مَصُونًَا بالجمال مُحجَّبَا
أشِرْ لي بوصف واحد مِنْ صفاتِهِ ... تكنْ مثل مَنْ سمَّى وكَّنى ولقَّبَا
فقال لي صاحبي: إن سيوف المحبة تكلم القلب ولا تؤلم، وقد سررت بهذا الكلام، ومن سر فليولم، فاخلع لي ما عليك بشارة بالفرح والفرج، فقد أتيتك بميعاد سالب القلوب والمهج.
فقلت له: والله لا أرضى
1 / 51