लवाकिह अनवर
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
प्रकाशक
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
प्रकाशन वर्ष
1315 هـ
سنة ست وستين وثلاثمائة، وسمع الحديث ورواه، وكان ثقة.
ومن كلامه رضي الله عنه كل حال يكون نتيجة علم فإن ضرره على صاحبه أكثر من نفعه، وكان رضي الله عنه لقول: من كرمت عليه نفسه هان عليه دينه، وكان يقول: من لم تهذبك رؤيته فاعلم أنه غير مهذب، وكان رضي الله عنه يقول: لا يصفو لأحد قدم في العبودية حتى تكون أفعاله كلها عنده رياء، وأحواله كلها عنده دعاوى.
وكان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبده خيرا رزقه خدمة الصالحين والأخيار، ووفقه لقبول ما يشيرون به عليه، وسهل عليه سبيل الخيرات، وحجبه عن رؤيتها، وقيل له من أين تتولد الدعاوى فقال من الاغترار، وتشويش الأسرار، وكان رضي الله عنه يقول: إنما تتولد الدعاوى من فساد الابتداء فمن صحت بدايته صحت نهايته، ومن فسدت بدايته فربما هلك في حال من أحواله، وكان رضي الله عنه يقول: الملامتي لا يكون له دعوى قط لأنه لا يرى لنفسه شيئا يدعي به، وكان يقول: أحترم عامة المسلمين، ولا تتصدر في أمر ما أمكنك، وكن خاملا في الناس فبقدر ما تتعرف إليهم وتشتغل بهم تضيع حظك من أوامر ربك، وكان يقول: من أظهر محاسنه لمن لا يملك ضره، ولا نفعه فقد أظهر جهله، وكان رضي الله عنه يقول: من استقام حد الاستقامة لا يعوج به أحد، ومن اعوج لا يستقيم به أحد رضي الله عنه.
ومنهم أبو الحسن بن أحمد بن سهل البوسنجي
رضي الله تعالى عنه
كان من أوحد فتيان خراسان لقي أبا عثمان، وصحب بالعراق ابن عطاء والجريري، وبالشام طاهرا المقدسي وأبا عمرو الدمشقي، وتكلم رضي الله عنه مع الشبلي رضي الله عنه، في مسائل، وهو من أعلم مشايخ، وقته بعلوم التوحيد، وعلوم المعاملات، ومن أحسنهم خلقا، وطريقة في الفتوة، والتجريد، وكان معظما للفقراء حسن الخلق مات رضي الله عنه سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة رضي الله عنه، وسئل عن التصوف فقال: هو اليوم اسم لا حقيقة، وقد كان حقيقة، ولا اسم، وكان يقول: من كان باطنه أفضل من ظاهره فهو الولي، ومن كان باطنه، وظاهره سواء فهو العالم، ومن كان ظاهره أفضل من باطنه فهو الجاهل، ولذلك لا ينصف من نفسه، ويطلب الإنصاف من غيره، وقيل له من الظريف فقال الخفيف في ذاته، وأفعاله، وأخلاقه، وشمائله من غير تكلف، وكان يقول: الخير منا زلة، والشر لنا صفة رضي الله عنه.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن خفيف الضبي
رضي الله تعالى عنه ورحمه
أقام بشيراز، وهو شيخ المشايخ، وأوحدهم في وقته كان عالما بعلوم الظاهر، والحقائق حسن الأحوال في المقامات، والأحوال، وجميع الأخلاق، والأعمال مات رضي الله عنه سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: التصوف تصفية القلوب، ومفارقة أخلاق الطبيعة، وإخماد صفات البشرية، ومجانبة الدعاوي النفسانية، ومنازلة صفات الروحانية، والتعلق بعلوم الحقيقة، والنصح لجميع الأمة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الشريعة، وكان رضي الله عنه يقول: ليس شيء أضر بالمزيد من مسامحة النفس في ركوب الرخص، وقبول للتأويلات، وكان رضي الله عنه يقول: الذكر على قسمين ظاهر، وباطن فالظاهر التهليل، والتحميد، والتمجيد، وقراءة القرآن، والباطن تنبيه القلوب على شرائط التيقظ على معرفة الله تعالى، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، ونشر إحسانه، وإمضاء تدبيره، ونفاذ تقديره على جميع خلقه، وكان يقول: ذكر الله منفرد، وهو ذكر المذكور بانفراد أحديته عن كل مذكور سواه لقوله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الذكر لا إله إلا الله "، وكان رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو يقول: " من عرف طريقا إلى الله فسلكه ثم رجع عنه عذبه الله عذابا لم يعذب به أحدا من العالمين "، وكان رضي الله عنه يقول: عليك بمن يعظك بلسان فعله، ولا يعظك بلسان قوله رضي الله عنه.
ومنهم أبو الحسين بندار بن الحسين الشيرازي
رضي الله تعالى عنه
سكن أذربيجان، وكان عالما بالأصول، واللسان، وله اللسان المشهور في علم الحقائق، وكان الشبلي رضي الله عنه يعظمه، ويعظم قدره، وكان بينه وبين ابن خفيف مفاوضات في مسائل شتى مات رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وغسله أبو زرعة الطبري.
وسئل رضي الله عنه عن الفرق بين الصوفية، والمتصوفة فقال: الصوفي من اختاره الله لنفسه فصافاه من غير تكلف، والمتصوف هو المتكلف بنفسه المظهر لزهده مع كون رغبته في الدنيا، وتربية بشريته، وكان يقول: لا تخاصم نفسك فإنها ليست لك دعها لمالكها يفعل بها ما يريد، وكان يقول: ليس من الأدب أن تسأل رفيقك إلى أين؟ أو في أيش؟ وكان رضي
पृष्ठ 103